بالنسبة للتعديلات فمن المنطقي أن يطلب العميل تعديلات على العمل أو طريقة التنفيذ وطالما هي في الصالح العام للمشروع فيمكن العمل عليها، ويحتاج الأمر بعض التدريب والصبر، والحل في تقبل هذه القواعد الجديدة من العميل تكون بالمشورة معه فربما بعض القواعد لا تناسبك ولكن بالتحدث مع العميل وتوضيح ما يناسبك وما لا يناسبك قد يتم الاتفاق إلى حل وسط وفي أثناء هذه المناقشات أنت تكون بالفعل تتحلى بالمرونة، فالمرونة ليس بتقبل الأشياء كما هي فقط بل في محاولة تطويعها بشكل ما يناسب قدراتي وظروفي.
يتم الاتفاق إلى حل وسط وفي أثناء هذه المناقشات
المرونة عنصر أساسي بالطبع، وهو مطلوب من الطرفين ليس من جهة المستقل فقط، فبعض التعديلات قد تكون إلزامية من جهة العميل، ولكن عليه أن يوضحها للمستقل ويوجهه في الطريق الذي يناسب رؤيته، وعلى المستقل هنا أن يتناقش معه وفق خبراته، ولكن في الأخير، لو صاحب العمل محترف وذو خبرة كبيرة في المجال المطلوب، فهنا ينبغي على المستقل توسيع دائرة بحثه فيما يناسب التوجه المطلوب، وتنفيذ أجزاء المشروع حسب الشروط، لأننا حتى نكون واقعيين، الرؤية الأخيرة هي للعميل، ما لم يطلب العميل غير ذلك ويكون واضحًا به في سياق النقاش، أقول ذلك من خلال تجاربي مع مجموعة من العملاء، هناك من يتحلى بالمرونة في العمل، ويتقبل الاقتراحات ويضعها في اعتباره، وهناك من يرغب بأداء المشروع حسب شروطه (هذا لأنه يعلم ما يريد تحديدًا) وعليه إذا لم يعمل المستقل ضمن هذه الشروط، ستكون التعديلات لا نهائية بينهما، على أنني لا أبرر هنا هذا السلوك، فبعض التعديلات تكون مبالغة من العميل، وسوء تقدير لمجهودات المستقل، وأحيانًا عدم رغبة في الدفع، لذا؛ مع الوقت يتعلم المستقل أن ينتقي عملائه.
حجم التعديلات هو ما يعاني منه المستقلين عادةً وهذا لكثير من الأسباب ولكن أهم سبب سجعلهم يقعوا في هذه المشكلة هو أن المستقلين عادةً لا يسألون عملائهم في ما إذا كان هذا التعديل الأخير النهائي أم لا ويكررون عليه هذا السؤال مرة ومرتين وثلاثة حتى يستوعب أن ما يقوم به من تعديلات متتالية غير صحيحة بالمرة ويجب أن يعدّل هذا التعامل وهذا الأسلوب.
كمستقل لا أنظر للتعديلات بعين القبول التام أو الرفض التام، ولكن هناك مرونة تجعلني أقيم الأسباب وقيمة التعديلات، فربما طلب العميل التعديلات بسبب وجود خلل أو مشكلة في المشروع، وهذا خطأ مني ويجب أن أتحمله، وقد يطلبها لتحسين جودة المشروع، وهذا تفضل مني لو فعلته أن كان يناسب قدرتي ووقتي، ولكن هناك عملاء يطلبون التعديلات للتهرب من استلام المشروع أو لأنهم لا يمتلكون الخبرة، وهؤلاء لا سامحهم الله، ويجب أن نتعامل معهم بحذر وصبر
المرونة مطلوبة في أي عمل والتعديلات مشروعة أيضاً, ولكن قد ماينغص على المستقل أو المصمم هو أن تكون تلك التعديلات نابعة من التردد أو تغيير الرأي المستمر أو التأثر بآراء كثيرة محيطة بالعميل, كما أن التعديلات قد تنسف روح العمل الذي تم تأديته من بابه, فهذا ما يجعل منفذ المشروع يضيق ذرعاً بتلك التعديلات, ومن باب المرونة يجب توجيه العميل أيضاً للصواب والحث على أن المشروع مقيد بزمن وبهدف معين يجب ألا يخل به العميل
التعليقات