للأسف .. بالورقة والقلم، سابقا كنت أدخل معدل ألفي جنيه على الأقل للبيت، زاد فترة، ووصل إلى عشرة آلاف ج في الشهر، استثمرتها غالبا على نحو فاشل، واستدنت عليها، ذلك إني مثل الأراجوز أشبط في أي مصلحة (طفيلي يتعلق بأي شيء اسمه العمل). حاليا معظم أشغالي، التي لا تدخل عليّ إلا ربما عشرة جنيه أو مائة جنيه في الشهر كله (لا أعرف، لم أعمل إحصائية بعد وسأفعل بداية من الآن أو من الشهر القادم، لأنني أحيانا أكسب ولا أعرف هل هذا من السلف أم ربح!). المهم، وكما أشرت سابقا، يمكن تقسيم أسباب سقوطي المستمر، هو فشلي الصريح أولا، وخاصة بسبب عدم استقراري على مفهوم واضح أو طريق واضح عمل حرّ أم ريادة أعمال! بالإضافة إلى طموحاتي الزائفة، وقلة نباهتي. ثانيا الضغوط والظروف عامل مهم بالطبع، وثالثا ربما نسيت السبب الثالث.
ولكن لما يكون هناك فرص لبناء شيء، تقع بين ثلاثة أمور
إما أهلك لا يصبرون حتى تكسب، حتى ولو كسبت من قبل، تظل في المسمى العام (عاطل عن العمل).
إما أهلك غير مقتنعين بما يدخل عليك من مال قل أو كثر (بالنسبة إلى متوسط دخل أي موظف أو عامل عادي).
وإما هم يحسبون أنك تملك زر سحري، لا وقت محدد يشغلك عن أعمال تافهة.
والنتيجة، يجب أن أكون متواجدا دائما لمجموعة من المهام، أغلبها تافه جدا (خلي بالك من العيال .. اذهب هات لنا حاجة من برة .. أقوم بتحمل أو ترتيب الحاجيات في المنزل .. أركب معهم سرير، دولاب، إلخ .. أكون حاضر باعتباري كبير للفصل أو البت في أمر هام). استخفاف في المطلق، لا ينفع معه التكلم بتهذيب أو بترتيب وتفنيد للأسباب والضرورات والأولويات (يعني والدي ما كان هناك داع لينزل يقعد على القهوة يدخن، ثم اضطر للمبيت معه في المستشفى لا طايلين السما ولا الأرض، إضافة إلى بعض المشاجرات التي قد تحدث في الشارع بسبب طفل يمكننا ببساطة أن نطلب منه الابتعاد عن صحبة السوء، لم أقل نحبسه يعني!) وهذه أمثلة تجري على نحو متكرر. ثم أكون مطالبا بمجموعة من الإلتزامات المالية لا أول لها ولا آخر بعد كل هذا!. وللعلم، أنا شخص لا يمكن لأحد أن يفرض علي شيء بالقوة، لكن يسهل التلاعب بي بالعاطفة، عند الغضب من الآخرين، أغضب، ولكن إذا غلبت عصبيتي ونفذت قراري، صرت مفتري وظالم ومتجبر لا يكبر لأحد ولا كبير له.
الأدهى، ورغم التمزق الصليبي في ساق، ورغم أن المسمار لازال في الساق الأخرى المتورمة عند منتصفها كأنها توشك أن تنفجر، وحوضي مشروخ بما لا يسمح لي بالجهد العالي في الحمل أو الحركة أو الانحناء، ولدي مجموعة من الأمراض البدنية الكافية بإرهاق أي أحد. إلا أنه وكما يقال (ربنا نافخ في صورتي مما يجعل الناظر يحسبني بعافيتي). وكما قال أحد الحكماء (لن يصدقوا أنك تتألم حتى تموت). وأنا أتألم نفسيا وجسديا. حاولت البحث عن فرص عمل بالخارج، ورأيت أن أفضل الأحوال هي ثلاثة آلاف جنيه يمكنني أن أجنيها بسهولة مع بعض التنظيم من المنزل لو تركوني في حالي (والشواهد عديدة على ذلك، ولفترة كنت كسرت العشرة آلاف، أقصى ما بلغته هو مبلغ 30 ألف في الشهر الواحد، يعني ألف في اليوم). طيب، وآجي بعد هذه المنجزات أرثي حالي هنا، أم هو مال حرام يهدر ويُبدد دون أن يبقى منه شيء (لا والله لا أسرق، ولا أتاجر في المخدرات، أو الآثار، أو السلاح، أو العملة، أو أي من الممنوعات عموما). أما تراها عين، مع إني صرت أتكتم لي فترة. وأنا أصلا لم أكن أؤمن بهذه الأشياء، وأنفر من فكرة أنني قد أؤمن بها (لا يجادلني أحد في أنها ذكرت في القرآن لأنني احتفظ بتفسير يخصني لكتاب الله ليس هنا مجال الخوض فيه). المقصد، أنا شخص مؤمن بالله، أصلي وأتصدق، وأفعل الخير بشكل لو حكيت عنه سوف تنذهل منه. أحب التباهي نعم، ولكني لا أتعمد إلى ذلك، ولا أحاول أن أجرح أو أعاير أحد. بار لوالدي ولإخوتي (لم أتزوج بعد، حتى أتمكن من رعايتهم، ومقصر جدا في ذلك). ولي فترة، لا يوجد أي جدوى مما أفعله، ولا يمكنني الإلتزام بعمل أحصل فيه على ثلاثة آلاف جنيه دون أي فرص للمزيد (أنا أصرف على الأكل لنفسي 1500 ج). بحثت عن وظائف أمن أو غفرة، ولم أجد بعد. حاولت العمل في المكتبات، وفي مخازن المكتبات، منها مخزن مكتبة دار النهضة العربية في طلعت حرب، ورحبوا بي جدا للعمل، ولكن مدير الدار وصاحبها على الأرجح أ/ حاتم كان مرحبا وقال ما معناه أنه يمكنني العمل من اليوم، ولما عرف إني كاتب، قال راح يفكر ويرد. ولم يرد، بل يتعمد تجاهلي على نحو غير لائق كلما حاولت الاتصال به. العلاقات شيء مهم في أي مهنة، أنا أرميها في أول سلة زبالة لأني لا أعرف الكذب، ولا أتملق أحد، ولا أتجاوز عن أي إساءة إلا إذا كنت هناك ما يوجب تجاوزها (هذا ما أحاول فعله منذ فترة والتصرف ببرود وفتور تجاه أي شيء بدلا من التهكم الساخر، وعموما هذا طبعي وذاك طبعي). وسبحان الله، مع ذلك، لا زال لدي قدرة عالية على الإقناع.
في مساهمة قادمة، سوف أتناقش لعل هناك من يفيد حول ما الذي يمكنني عمله، سوف أكون صريح جدا في شرح موقفي المالي المزري حاليا، والموارد المتاحة من حولي لعل هناك من يوجهني، قبل أن أفقد الجدوى من كل شيء _(لا زال هناك فكرة في رأسي فحواها أنني لا أيأس، حتى لو لم يساعدني أحد، خرجت مما هو أسوأ). ولا أطلب أي مساعدات مالية .. لا تقلق، حتى هذا جرّبته لفترة ولم ينجح معي. المطلوب مشورة حكيمة لا أكثر (وهذا أكثر من كافي).
هناك أحدهم فعل ذلك بالفعل، مثل الأخ محمد خبير التسويق وقد عرفته هنا أيضا (مع أنه كان لدي بعض المال حينها).
التعليقات