كيف أستفيد من "مبدأ التلعيب" لتحفيز نفسي في العمل الحر؟

حتى إذا واجهنا عملا يصعب فيه تحويل المهمة الى لعبة أو تعذرت امكانية ادخال شيء من المرح إليه أصبح أمراً لا يُطاق وأصبح مدعاة للنفور والأسى.

الترفيه أو إدخال مبدأ اللعب في مهام العمال قد يقودنا إلى هذه المعضلة لو لم نجد طريقة ما لجعل المهمة كلعبة لأنه في أوقات كثيرة سيكون صعب علينا أن نخترع طريقة او نبحث عن مكامن المرح في الوظيفة، فبدلا من العمل على المهمة الموكلة إلينا والتركيز عليها سينتقل تركيزنا إلى إيجاد طريقة ما لوضع المرح فيها، سواء عن طريق اكتشاف طريقة مبسطة لشرح المهمة لصديق، أو كما يحدث مؤخرا من شركات التسويق أن يقوم أفرادها بعمل فيديوهات كوميدية تحاكي بيئة العمل وتخرج منها بموقف طريف أو خلافه، هذه الأشياء ينصب تركيزنا عليها بسبب ما شاهدناه كثيرا من إعلانات أو فيديوهات قصيرة عن العمل أو المهام المطلوب تنفيذها، لهذا السبب رفضت المبدأ الذي كان يبدوا مفيدا في الأول ولكن مع الوقت أكشفت أنه يثقل مهام العمل.

حتى إذا واجهنا عملا يصعب فيه تحويل المهمة الى لعبة أو تعذرت امكانية ادخال شيء من المرح إليه أصبح أمراً لا يُطاق وأصبح مدعاة للنفور والأسى

منطقي ما تقولينه يا خلود، لكن ما لا يُدرك كله لا يُترك كله، الأفكار التي تساعدنا على التكيف مع الأعمال قد تكون مجدية مع بعضها وغير فعالة مع كثير منها، وهذا وارد ومنطقي، لذا على المستقل أن يُعاير الأمر، وينظر في إمكانية تطبيقه، وليس معنى أنه نفع مع بعض المهام أنه سيطبقها عميانيًا مع سائر المهام.

كل مهارة أريد تحصيلها، جمعت مصادر تحصيلها، وعند قراءة أي مقالة طويلة أو فيديو طويل أو حتى كورس يعلّمني هذه المهارة كنت أكتب بأنني تعلّمتها، وكل أمر إضافي هو نقاط إضافية على ذات المهارة

من ضمن مبادئ التلعيب أيضًا الاكتشاف وحل المشكلات، لتجاوز المرحلة الحالية والوصول إلى المرحلة التالية، وما فعلتَه من تجميع المصادر واكتشاف سبل تعلم المهارة، هو ما يساعدنا على فك شفرة المهارة واكتسابها، لكن السؤال الذي يراودني من خلال خبرتك في الألعاب؛ ماذا إذا علقنا في إحدى المراحل ولم نستطع تحقيق الهدف، فماذا يقول مبدأ اللعب لفك لغز تلك المرحلة؟

فتوجد اشياء يجب ان نفعلها لأننا يجب ان نفعلها وتلك مسؤوليتنا، فمهما كانت الظروف ومهما كانت الصعاب، ومهما كان ما أشعر به يجب ان أؤدي ما هو مطلوب مني

جيد بالنسبة لك، لكن مثل هذا الحزم الآلي لا يحسنه الجميع، ولا ضير من استخدام أساليب تهوّن أداء المسؤوليات وتؤدي بالمستقل في النهاية إلى تأدية المطلوب منه أيضًا، يعني نفس النتيجة التي توصلتَ إليها أيضًا، لكن هل أنت متأكد تمامًا محمد أنك لا تطبق أيًّا من مبادئ التلعيب في عملك، ألا تجزء أهدافك لمراحل وتكتسب مهاراتك على مراحل، ألا تحتاج ولو أحيانا لمكافأة نفسك على إنجازاتك، وألا تسعى لمشاركة تقييماتك ومراجعات عملائك وإعلانها كتسويق لنفسك؟

ما دمت ترى أن التلعيب غير مناسب لأسلوب عملك، فمن المفيد أن نعرف الاستراتيجيات الأخرى التي تعتقد فاعليتها حتى تتمكن من تحفيز نفسك والاستمرار وتأدية المطلوب منك مهما كانت الظروف.

لأن التحفيز سيكون مؤقتا ولا فائدة منه على المدى الطويل

مبدأ التحفيز مهم جدا في جميع المجالات، ونمارسه في كافة المهام التي نقوم بها وليس العمل الحر فقط، حتى ولو لم نشعر بذلك، فلو كنت تعمل على مشروع كتابة مثلا، قد تبدء بمبدأ المسؤلية والرغبة في العمل باحترافية والتسليم في الموعد لكنك لبد وأن تبدأ بالشعور بالإرهاق أو الضغط من وقت لآخر بسبب العمل الكثير وضغط الوقت، في هذه الحالة، يكون التحفيز هو ما يحافظ على دافعك لاستكمال العمل، ويمكن أن يكون التحفيز في هذه الحالة هو الرغبة في الانجاز أسرع للتخلص من الضغط، أو تحقيق نجاح مالي من خلال التسليم في الموعد وخلق تعاون مستمر مع العميل، أو حتى الشعور بالإنجاز الشخصي عند الانتهاء.

فأنا مجبر على البحث عن طرق وأساليب تشجع على الالتزام والانضباط، وليس التحفيز،

فأنا لا أعمل شيئا لا أحبه كي أبحث عن التحفيز كي أستمر فيه

التحفيز ليس مقرونًا بالأعمال التي لا نحبها بالعكس، لكن إذًا ما هي تلك الطرق والأساليب التي تشجعك على الالتزام والانضباط بغض النظر عن التحفيز؟