عندما أنهيت دراسة الثانوية العامة قررت أن أتجه لمجال العمل الحر، لكن المشكلة أن أهلي لم يقتنعوا بالأمر، بل كان من الصعب أن أشرح لهم ما أفعله من الأساس، ومع مرور الوقت، أصبح من الصعب، أن أشرح الأمر للدوائر الأكبر البعيدة عن العائلة، بل قد يتحول سؤال عابر من أحدهم عن عملي لنقاش طويل، يستنكر فيه نصف ما أقول، فما الذي يعني أن أكتب مقالات للمواقع ؟ أو أكتب سكريبتات لليوتيوب، المشكلة أن هؤلاء الناس، يستعملون الهاتف، والإنترنت طوال اليوم، لكني أعتقد أنهم يظنون أن المحتويات التي أمامهم تظهر من العدم.
في النهاية قررت أن أختار أقرب وظيفة تقليدية طبيعية، وأخبرهم أني أعمل بها، أخترت الصحافة، وأصبحت أقول أني أكتب مقالات صحافية، لكن بقيت المشكلة كما هي واستمر الاستنكار العائلي، إلا أن بدأت أحقق دخل شهري جيد، في البداية كان من الكافي أن أحقق دخل مماثل للأعمال التي كنت سأعمل بها إن لم أعمل بالعمل الحر، وبعد ذلك حينما تخطى دخلي هذا المبلغ الذي كنت سأحصل عليه، في هذا الوقت، تحول الاستنكار للإعجاب، وحتى الذين كانوا يسخرون من الأمر، أصبحوا يسألون عنه وعن تفاصيله، وعن الطريق الأقرب الذي يمكن أن يبدأوا منه رحلتهم الخاصة، فالربح وتحقيق الذات كانت الوسيلة التي اقنعت أهلي بجدوى الخطوة التي اتخذتها
التعليقات