قد تبدو هذه المقولة كالكليشيهات لكن اكتشاف المعنى الحقيقي لمقولة "اعرف نفسك" مثل بالنسبة لي تغيير جذري في تعاملي مع عملي وحياتي في العموم وأعتقد أن فكرة معرفة النفس تكون غائبة عن الكثيرين منا وحتى من يعرف أهميتها لا يعطيها الوقت الكافي. فكان سقراط على سبيل المثال يعتقد أن فهم الذات أمر أساسي للنمو الشخصي والسعي وراء حياة ذات معنى، وكان يقول "إن الحياة غير المدروسة لا تستحق العيش".
وبالنسبة لي من الناحية الشخصية كان فهم نفسي وتفضيلاتي وما يريح بالي وروتيني المفضل وكل هذا كان له تأثير كبير على راحتي النفسية، ومن الجهة العملية كانت خطوة مهمة بالنسبة لي عندما أخذت بعض الوقت للتفكير في ما هي نقاط قوتي؟ وأين أحتاج إلى التحسين؟ فهذا كان بمثابة بوصلتي في تحديد مجال عملي وكيف سأتعامل مع التحديات التي قابلتني بعد ذلك في حياتي؟، فعلى سبيل المثال اكتشفت من تجربتي في العمل التقليدي أن طريقة العمل الأنسب لي هي العمل الحر ثم كان إدراك حبي لفهم النصوص الإنجليزية واكتشاف قدرتي على ترجمتها ورغبتي في سبر غور هذا المجال أدى أني ركزت على تطوير هذه المهارة وأصبح ذلك جزء من روتيني اليومي. لكن المشكلة أن البعض قد يفهم هذه الفكرة أنها فقط سعى لراحة النفس وبالتالي يتوقف عن الضغط على نفسه لتطوير مهاراته وقدراته والسعي ليكون دائمًا نسخة أفضل من نفسه وهو أمر مهم جدا في مجال العمل الحر الذي يتطور دائما ويحتاج منا أن نكون مواكبين لذلك، بل وقد تدفع هذه المقولة بعضنا لتقبل عيوبه ومشاكله كأنها جزء منه لا يتجزأ ولا يمكن تقويمها.
فهل تجد أن هذه المقولة ومعناها قد يفيدنا كمستقلين؟ أم أنها قد تتسبب في ضرر أكبر؟
التعليقات