تخيل أنك صاحب مشاريع، هل تفضل التعامل مع مستقل مبادر أم ترى في ذلك تدخلًا في عملك؟

قد تكون مبادرة المستقل في مكانها الصحيح ولكن المواظبة على هذا السلوك قد يتبعه نتائج سلبيّة أهمّها أنّ المستقل لن يعيد يعير وزنًا لكلمة صاحب المشروع وسيتصرّف بكل شاردة وواردة من تلقاء نفسه. لذلك فأنا أجد أنّه من الأفضل أن يتم إيجاد آلية أو أرضيّة مشتركة بخصوص هذا الأمر وذلك حرصًا على مصلحة كافة الأطراف. فهذه الآلية تعمل على:

• تعويد المستقل احترام البنود والالتزام بها من ناحية
• الحفاظ على قدرات المستقل الابداعيّة وذلك من خلال الافساح بالمجال له بأن يضع مقترحاته ( شرط أن تخضع لاطلاع صاحب المشروع)

السيد هنا .... هو الابداع .... لا احد يعارض مبدع ابدا ...مادام المستقل يقدم ابداع وعبقرية سيخضع له الكون بأسره وليس صاحب المشروع فقط.... صاحب المشروع وظفك اصلا لتقوم بإنجاز اعمال لايستطيع هو حلها .... مابالك فاطمة بالمبدع ومتخذ القرار والعبقري الخارج عن النص والإتفاق... ارجح الابداع وادعمه واثق ان لا احد يعارض ابدا حتي صاحب المشروع ....

مثلما يقول المثل الشعبي "اللي أوله شرط آخره نور" فأنا أرى أن على صاحب المشروع وضع قواعده منذ البداية وتحديد الإطار الذي يتحرك فيه المستقل وتحديد الأمور التي يجب أن يرجع لصاحب المشروع قبل التصرف فيها وأنا لا ألغي هنا صفة المبادرة أنا فقط أحطها في إطارها الصحيح فإذا كان المستقل لديه فكرة أو إجراء من شأنه رفع الإنتاجية أو زيادة الجودة فعليه عرضه أولا على صاحب المشروع لا أن أضعه أمام الأمر الواقع

المبادرة سلاح دو حدين لكنه في أغلب الاحيان سلاح قاتل مع صاحب المشاريع العربي ، بسبب العقلية العربية المستغلة والمنغلقة والحذرة مع الاسف ، يمكن ان اختصر الامر في نقاط :

• الخوف من أن أي مباردة تعني زيادة مصاريف، ما يجعله يمتنع عن قبول اي تغيير عن البنود الاساسية .
• السبب الثاني الاسوء هو العقلية الاستغلالية للبعض ممن يريدون أن يأخذوا أكثر بكثير مما يدفعون بشكل غير أخلاقي، فتصبح اي مبادرة مع الشخص الخطأ هي باب للطلبات المستمرة التي يمكن أن لا يقوى عليها المستقل وليست من مهامه.
• المبارة مع الشخص الخطأ يمكن أن تجعلك تخسره، بسبب رفع توقعاته الى حد لا تطيقه، فإذا كانت لذيك مبادرة جيدة ابهرته بها في اول الامر، فسوف يتوقع منك مباردات أكبر واكبر مستقبلا وهذا ما يجعله يشعر بخيبة الظن إن لم تقدم ما يتخيله أو ما يبهره فوق التوقع، ومع الوقت سيعتقد أنك أنت من قللت الجودة وبالتالي لا يحتاجك.
• بعض اصحاب المشاريع الاغبيات قد يعتقدون ان تقديمك للمبادرة علامة على ضعفك او انعدام ثقتك في نفسك، وهذا قد يجععله يصل الى مرحلة من الشك والوسواس حول جودة ما تقدمه أو حول استمراره في التعامل معك .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

صراحةً سيجعلني ذلك آخذ انطباعا سيئا عن المستقل. لن أفكر أنه مبادر أو مجتهد أو أي صفة جيدة بل أول ما سيحضر بذهني أنه لا يهتم إلى رأيي ونسي أنني صاحب المشروع.

الأفضل من ذلك أن يُعلم المستقل صاحب المشروع بكل خطوة يتخذها ويطلب موافقته لأنني اكتشفت أننا جميعا ننظر للأمور من زوايا مختلفة، فما أراه أنا حسنا قد يراه غيري بشعا وبلا فائدة.

والخبر الأهم من ذلك كله أنه ليس مشروعي! سأبادر وأفعل ما يحلو لي حين يكون مشروعي، ولكن هذا مشروع شخص آخر ومن حقه عليّ أن أعلمه كيف أتصرف في ماله.