"العمل العميق" يعني تركيز كل انتباهنا على مهمة أو مشروع واحد، دون انقطاع، لمدة 90 دقيقة أو أكثر، ومفتاح هذا العمل العميق هو التخلص من المشتتات - جميع المكالمات الهاتفية والإشعارات التي تساهم في جعل العقل يعمل بجودة وتركيز أقل وبالتالي يكون الناتج سيء. وجد الباحثون في جامعة كاليفورنيا أن الموظف تتم مقاطعته كل ثلاث دقائق وخمس ثوان. وبعد مقاطعته، يستغرق الأمر 23 دقيقة و15 ثانية في المتوسط لاستعادة التركيز من جديد ومحاولة تذكر ومتابعة ما كان يعمل عليه، لهذا يقول الكثيرون أن كون العقل البشري يمكنه القيام بمهام متعددة بفعالية في وقت واحد هي أسطورة.

خصوصًا عملنا كمستقلين يحتم علينا أن نلتزم بمواعيد التسليم وجودته فمع كل تسليم يحكم على المستقل وتزيد أو تنقص إحتمالية العمل مع العميل مرة أخرى أو الحصول على تقييم جيد أو سيء مما سيؤثر على عروضنا القادمة وعلى فكرة أصحاب المشاريع عنا. فلا يمكننا تحمل خسارة ساعات كل يوم بسبب هذه الانقطاعات والتشتتات. يساعدنا العمل العميق على الوصول إلى حالة من التدفق في العمل ويعزز إنتاجيتنا. قد تضر عوامل التشتيت بأدائنا بالفعل أكثر مما ندرك فمعظم الناس يعانون من انخفاض بنسبة 50% في الإنتاجية والقدرة المعرفية عندما يقومون بمهام متعددة وفي حالة من التشتت خاصةً في عصر الاتصال والتشتت هذا، يتمتع الشخص الذي يمكنه التركيز بميزة مذهلة.

وما وجدت أنه نجح معي في الوصول إلى أن أعمل على المهمة التي معي بعمق وبتركيز هي عدة أشياء أولها ابعاد الهاتف عني ووضعه في غرفة أخرى، كما قمت بتقليل أوقات الراحة وسط العمل التي كنت بصراحة أبالغ فيها لفترة طويلة وكنت أستغرق وقتًا حتى أعود إلى تركيزي من جديد، والنقطة الأساسية هنا هي تدريب النفس على الصبر، العمل العميق عملية تستغرق وقتًا وممارسة وانضباطًا حتى نجني ثمارها. لذلك فلنفكر في الأمر وكأنه مثل بناء العضلات أو القوة البدنية. فلا يستطيع أحد منا الاستيقاظ في يوم ما وخوض سباق الماراثون دون تجهيز. بدلاً من ذلك، يجب عليك الالتزام بجدول تدريبي طويل حيث يمكنك زيادة عدد الأميال تدريجيًا وبناء القدرة على التحمل وكذلك الأمر مع العمل العميق.

فكم من الوقت تستطيع فيه العمل على مهامك دون التشتت وتصفح وسائل التواصل الإجتماعية؟ وهل تجد أن كثرة أوقات الراحة تساعدك في إنجاز عملك أم تفضل تقليلها بقدر الإمكان، باختصار شاركنا كيف تعمل بعمق لنستفيد جميعا