حسنا سأذكر بعض التفاصيل بطريقة مبهمة حفاظا على اخلاقيات العمل.
أعمل في مكان منذ سنتين، وفي هذا المكان يكون عملي هو أن أكتب بعض الخطابات للعملاء ومن ثم نقدم هذه الخطابات للجامعات.
هذه الخطابات لا تكون خطابات مفتعلة وإنما يعطينا العميل أفكاره وخططه وأماله وتطلعاته، ثم أقوم بصياغة هذه الأفكار في خطاب احترافي، الأمر أشبه بالكاتب الشبح لكن على نطاق استخدام أقل، لغرض القبول في الجامعات.
منذ فترة بدأت الجامعات بالتضييق على هذا الموضوع، بدأت تكتشف أن الكتابات هي أجود مما يمكن أن يكتبه طالب بعمر ثمانِ عشر سنة! فأخذوا يطلبون من الشركة التي أعمل بها أن يؤكدوا على أن الطالب يجب أن يكتب هذه الخطابات بنفسه.
طلبت مني الشركة أن أكتب نهجا واضحا، كتيبا مفصلا لطريقة كتابة طلابنا لهذه الخطابات بشكل يضمن لهم القبول ويضمن لهم أن يكتبوها بطريقة مبدعة وسهلة.
أخذ المدير يؤكد علي: أني أريد من يرى هذا الكتيب سيعرف طريقة كتابة الخطاب من الألف للياء!
أصبحت أفكر كما فكر مامون بيك -الجاسوس- في باب الحارة، عندما طلب منه جناب الكومندان أن عليك الالتزام بالمهمة السرية التجسسية، وستنتهي وستختفي قريبا بعد بضعة أيام! فأخذ مامون بيك يفكر: ماذا يقصد بأن أختفي؟ هل سأموت هل سيقتلوني؟!
وأنا بدأت أفكر بنفس الطريقة، إذا جهزت الكتيب فماذا سيبقى من عملي؟
في أحسن الأحوال سيكون عملي هو تدقيق تلك المكتوبات التي يرسلها الطلاب وربما سيكون الراتب أقل!
ما رأيكم كيف يمكن أن يتصرف الموظف في مثل هذا السيناريو؟
التعليقات