إحدى التحديات التي تواجهني كمستقل هي تحديد السعر المناسب لخدمتي. فالسعر يجب أن يعبر عن قيمة الخدمة وجودتها، وأن يرضي العميل والمستقل، وأن يكون منافسًا في السوق. ولكن كيف أحدد هذا السعر؟ ومتى أغيره؟ أي بمعنى آخر، هل هنالك علامات تدل على أنه حان وقت إعادة تقييم أسعار خدماتنا كمستقلين؟؟ هذه بعض الأسئلة التي شغلت بالي كثيرا، لذا من وحي تجربتكم، هل يمكنكم مشاركتنا آرائكم وخبراتكم في هذا الشأن؟
متى يكون أفضل وقت لإعادة تقييم أسعارنا كمستقلين؟
على الأقل عندي أنا عدة معايير لتقييم هذا الأمر، بمجرّد أن أُصيب واحد منهم أقوم بتغيير سعري أو إقامة عروض أغلى أو ربما أرخص ثمناً حتى، بالبداية طبعاً أحياناً أريد أن أغير سعري لمجرّد تغييره، ربما أكون محتاج إلى مزيد من النقود ليس إلا وهذا ليس ضمن المعايير، أقوم بذلك عند بدء مشروع أو عقد جديد، هذه فرصة جيدة لمراجعة أسعاري، بالعموم أحياناً أرفع السعر عندما أشعر بأنّ لديّ تقييمات عالية في هذه المهارة ومشاريع كافية جداً بالبايو لتكون جذابة وعدد من المشاريع الموضوعة ضمن قائمة الانتظار، وبالطبع بالمنطقة العربية هناك عامل آخر سيء يُضاف للقائمة وهو ما يرفع السعر، مثل مثلاً عندما تزداد تكلفة المعيشة في منطقتي، إذا ارتفعت نفقاتي فقد أحتاج إلى رفع أسعاري للبقاء واقف على قدميّ، هذا الأمر حصل لي في مصر قبل بضعة أشهر.
وأحياناً أكتشف بالمقارنة مع أصدقاء المهنة بأنّهم يتقاضون أعلى مني بكثير جميعهم، فأقوم بالرفع قليلاً لأتناسب قليلاً مع هوامشهم، هذا الأمر لا أكرره كثيراً ولا أقوم به إلا بمراقبة أصدقاء ثقة فعلاً.
اختلف معك في نقطتين حيث أني أقول أنه:
يجب ألا تغير سعرك لمجرد التغيير أو لمجرد الحاجة إلى المزيد من النقود. فهذا قد يؤثر سلبًا على سمعتك وثقة عملائك. فحاول أن تضع سعرًا يستند إلى قيمة خدمتك وليس على حالتك المالية.
يجب ألا تقارن نفسك كثيرًا بالآخرين، فكل مستقل لديه خبرة وجودة وسوق مختلفة. فحاول أن تضع سعرًا يناسب مستواك وجمهورك، ولا تتأثر كثيرًا بما يفعله الآخرون.
يجب ألا تغير سعرك لمجرد التغيير أو لمجرد الحاجة إلى المزيد من النقود. فهذا قد يؤثر سلبًا على سمعتك وثقة عملائك
لا يمكن لأي شخص أن يعرف فعلاً بأنني أقوم بتغيير سعري لمجرّد تغييره، وبأن الأمر غير معتمد أو بسبب تغييرات وتقلبات المنطقة عندي، أحياناً لا يمكنك أن تهرب من هذا الأمر مهما كنت محترفاً في العمل، حين تدرك أن صاحب العمل سيدفع لك العلاوة التي ستطلبها إن كنت متأكداً من ذلك بناءً على خبرتك وتميّزك وحاجته لك لإنجاز العمل، ليس استغلالاً بل مجرّد توافق مصالح طلبت عليه أكثر هذه المرة.
هل تعتقد أن تغيير سعرك لمجرد تغييره هو الحل الأفضل لزيادة دخلك؟ هل تعتقد أن الاستفادة من حاجة صاحب العمل لك هو الهدف الأسمى لإثبات قيمتك؟
فالعمل يحمل مسؤولية وأخلاق، والمال يحمل حقوق وواجبات. لا يمكن أن تزيد من دخلك بتغيير سعرك، بل قد تزيد من مشاكلك. ولا يمكن أن تثبت قيمتك بالاستفادة من صاحب العمل، بل قد تثبت جشعك.
أنا لا أقول لك ما عليك فعله، بل أقول لك ما على نفسي فعله. فأنا أؤمن بأن العمل هو الطريق الوحيد للإنجاز، وأن المال هو القوة الوحيدة التي تغير الحياة. فأنا أحدد سعري بناء على جودة عملي وقياس المشروع، وأغيره بناء على التغيرات الموضوعية والمبررات المقبولة. وأنا أستفيد من حاجة صاحب العمل لي بإظهار كفاءتي وإخلاصي، وأشاركه في تحديد المصالح المشتركة والأهداف المستدامة.
فالعمل يحمل مسؤولية وأخلاق، والمال يحمل حقوق وواجبات. لا يمكن أن تزيد من دخلك بتغيير سعرك، بل قد تزيد من مشاكلك. ولا يمكن أن تثبت قيمتك بالاستفادة من صاحب العمل، بل قد تثبت جشعك.
لا أحب إدخال مواضيع الأخلاق والصفات الأخلاقية في أمور يحكمها العرض والقبول، إذا كنت أنا أستعرض ما عندي من مهارات وخبرات وقدرة والشخص المقابل يدفع لي ما أطلب، ما المشكلة؟ هل أنا أجبره على القيام بذلك؟ لا، هذا قرار حر وبالتالي قرار أخلاقي من جهتي وجهته، وبالمناسبة جرّب أن تُخلّص نفسك من خبراتك ومهاراتك وأرجع إلى سوق العمل، سوف يعطونك أسعار قليلة على ذات الأمر الذي كنت تقوم به، لماذا؟ لإنّ هذه قواعد اللعبة، ليست المسألة أخلاقية بين الطرفين.
اتفق مع حضرتك جزئيا، ولكن أعتقد أن هناك مسائل أخرى تحكمها الأخلاق والقيم، وأنك تتحمل مسؤولية تجاه صاحب العمل والمجتمع ونفسك. فالعمل ليس مجرد تبادل للخدمات والمقابل، بل هو تعبير عن شخصيتك وقدراتك وإبداعاتك. والمال ليس مجرد مقياس للثروة والنجاح، بل هو وسيلة للتطوير والإفادة والإنفاق في الخير. لذلك، أظن أنه من المهم أن تزن بين مصلحتك المادية ومصلحتك المعنوية، وأن تراعي حقوق الآخرين وواجباتك تجاههم.
في بداية عملي ككاتبة محتوى، كنت أقبل بأي سعر مقابل ال1000 كلمة، ولكن تغير الأمر حقاً عندما بدأت أشعر بأنني أقدم جودة في المحتوى تختلف عن بقية زملائي وزميلاتي، ربما طرأ هذا التغيير من باب تقدير الذات، لأنني أصبحت أكثر تقديراً لجهدي الذي أبذله، أشعر بأن الخبرة والاحترافية في مهارة ما، لها عامل كبير في تغيير وتقييم أسعارنا كمستقلين.
بالإضافة إلى الحصول على تقييمات عالية، عندما تقوم بتنفيذ أكثر من مشروع، وتحصل على تقييمات عالية، من الطبيعي أن يلفت حسابك أصحاب المشاريع، فتجد نفسك تلقائياً تزيد سعر الساعة، إذا كنت تعمل بنظام العمل مقابل الساعة، أو تزيد ميزانية المشروع في حال العمل كمشاريع.
أما عن تجربتي الشخصية، فإذا قمت بالعمل على مشروع معين، لا أمانع في إعادة النظر وتقييم سعر المشروع، في حال كان المشروع يضيف شيئاً هاماً إلى خبراتي، أو يزيد معرفتي في جوانب معينة، فإن المعرفة لها ثمن أيضاً، وهو وقتك الذي تنفقه في مشروع معين، مقابل مبلغ قليل.
أوافقك الرأي في أن الخبرة والاحترافية تستحق التقدير والمكافأة المناسبة. أيضاً، أحسنتِ حين قلتِ أن المعرفة لها ثمن، وأنه يجب أن نستثمر وقتنا في مشاريع تضيف قيمة لنا. أظن أنكِ تملكين رؤية واضحة وواعية لمسارك المهني، وأتمنى لكِ المزيد من التوفيق والنجاح.
لا يوجد إجابة نموذجية على هذا السؤال، فسيكون الوقت المثالي لإعادة تقييم الأسعار مختلفًا تمامًا من مستقل لآخر. ومع ذلك، هناك بعض النقاط التي يجب مراعاتها عند اتخاذ هذا القرار هي:
- يجب عليك أن تقيم عملك الحالي وأدائك بشكل مستمر. إذا لاحظت أن عملك أصبح أفضل مما كان عليه في السابق، فقد حان الوقت لزيادة الأسعار. أيضا، إذا كانت أعمالك تتطلب مهارات خاصة أو خبرة كبيرة، فقد يكون من المناسب زيادة الأسعار. على الجانب الآخر، إذا كانت جودة عملك تراجعت، فقد يكون من الأفضل خفض الأسعار بدلاً من زيادتها.
- يجب عليك مراقبة سوق العمل بشكل مستمر. إذا لاحظت زيادة في الطلب على خدماتك، فقد حان الوقت لزيادة الأسعار أيضًا. ومع ذلك، لا تحاول تحديد أسعارك بناءً على الأسعار التي يطلبها المنافسون، بل يجب أن تقيم قيمة عملك وخبرتك الفريدة وتحديد الأسعار بناءً على ذلك. يمكنك استخدام المواقع الإلكترونية المختلفة المتخصصة في الأعمال الحرة لمعرفة الأسعار المتداولة في سوق العمل ولكن لا يجب الاعتماد عليها بشكل كلي.
- يجب أن تفكر في طبيعة عملك ونوعية العملاء الذين تخدمهم. إذا كانت عملياتك الحالية تتطلب الكثير من الوقت والجهد، فقد يكون من المناسب زيادة الأسعار. من الجانب الآخر، إذا كانت العمليات سهلة وبسيطة، فقد يكون من المناسب الاستمرار في تقديم الأسعار الحالية.
- لا تخشى من تغيير الأسعار بانتظام. يمكنك تجربة تغيير الأسعار بشكل دوري حتى تجد السعر الذي يناسبك ويناسب العملاء الخاصين بك. يمكنك أيضًا البحث عن آراء العملاء والاستماع إلى ملاحظاتهم وردود فعلهم بشأن الأسعار والخدمات التي تقدمها لتحديد ما إذا كان الوقت مناسبًا لتغيير الأسعار أم لا.
السلام عليكم انا مصمم دائما اقدم عروض ودائما لا يختاروني فعرفت ان في عروض تكون بشكل رخيص جدا ولذا يجب وضع تسعير مناسبه لكل خدمه اقل سعر تحطوه انتم متوسط السعر والمصممين يعطوا عروضهم بكل قسم من اقسام الجرافكس
مثلا تصميم السوشل ميديا يكون اقل سعر 5 دولار مثلا وكذا ك خدمه لها تسعيره
أعتقد أن هناك عوامل أخرى تؤثر على قبول عروضك أو رفضها، مثل:
- جودة وأصالة وابتكار تصاميمك، ومدى تناسبها مع احتياجات وتوقعات العميل.
- سرعة ودقة ومرونة تقديم خدمتك، ومدى التزامك بالمواعيد والتعديلات والاتفاقات.
- احترافية وودية وثقة تواصلك مع العميل، ومدى استجابتك لطلباته واستفساراته.
- سمعة وتقييم وتوصية خدمتك من قبل العملاء السابقين، ومدى رضاهم عن عملك.
فإذا كنت تولي اهتماماً لهذه العوامل، فستزيد من فرص قبول عروضك، حتى لو كان سعرك أعلى من المصمِّدين الآخرين. وإذا كنت تريد إعادة تقييم أسعار خدماتك، فستجد بعض الإشارات التي تدل على ذلك، مثل:
- زيادة طلب خدمتك من قبل العملاء، وانخفاض مستوى المنافسة في السوق.
- زيادة تكاليف إنتاج خدمتك، سواء في المواد أو الأجهزة أو البرامج أو الوقت.
- زيادة خبرتك ومهاراتك وإبداعاتك في مجال التصميم، وإضافة خدمات جديدة أو محسَّنة.
فإذا كانت هذه الإشارات موجودة، فقد يكون من المناسب رفع سعر خدمتك بشكل معقول ومبرَّر.
التعليقات