ما هي سقطات العمل الحر التي لا تغتفر وتهدد مسيرة عملك كمستقل؟

أول ما بدأت في العمل الحر طلب مني أحد العملاء المقابلة عبر جوجل ميت ( GoogleMeet). أنا فرحت جداً لأن ذلك كان أول محادثة لعميل معي وسعدت بها جداً. بالفعل وافقت و كان علي أن ألتقيه في اليوم التالي في الواحدة ظهراً. غير أن مستقل أرسل لي برسالة تحذيرية فحواها أنً التقاء العميل خارج المنصة سيعرضني لحظر وربما غلق حسابي. الحقيقة وقتها وقت في حيص بيص كما يقولون؛ لأنني كنت مشدوداً بين حبلين: أن أرضي العميل وأن أفوز بأول عمل لي والآخر الخوف من التعرض لغلق حسابي! ظللت متوتراً قلقاً غير أني قررت أن أوثر جانب السلامة وألا أفعل. الخلاصة هي أننا لابد أن نتبع قواعد المنصة التي نعمل عليها وعليى العملاء أيضاً أن يراعوا ذلك؛ فلا تعامل خارجها أو حتى لقاء خارجها ولكن يا حبًذا لو وفرت المنصة لقاء بالصوت و الصورة؛ سيوفر علينا ذلك كثير من العنت و المشاكل.

أحب في البداية أن تفرّق حضرتك بين العمل الحر والعمل على منصّة تشغر كوسيط للمستقلين، لا يوجد أي شيء في العالم يمكن أن يهدد أي مستقل في مسألة عمله الحر، لا يمكن أن يتوقّف، سوقه العالم وعملاءه كل البشر، هذا مستحيل. على أنّهُ لو كان حديث حضرتك فقط عن المنصات فهذا ممكن، يتعرّض الكثيرين لخطر الحظر من المنصّات بسبب مخالفتهم لمسائل لها علاقة بالسياسات المُتقيَّد بها والتي يجب على الجميع أن يراعوها أثناء عملهم على المنصّة.

المحاذير التي يجب أن ينتبه منها كل مستقل برأيي: الكسل. قد تبدو كلمة غريبة ولكن هل تصدّق أنّ معظم من يُطرد حالياً من كل منصّات الارض في مسألة العمل الحر أو من يفشل بها أو من يشعر بأنّها عمليات شاقة وصعبة هم المستقلين الكسالى؟ لإنّهم غالباً لا يدققون بكلام العميل أثناء استعراضه للمشروع ولا يلتفتون لأهمية التقيّد بكلامه سواء مباشرةً أو عبر المراسلة، غير مهتمّين بإتعاب أنفسهم والدخول في ملفات متابعة السياسات المخصصة للمنصة التي تقوم بوساطة وحماية أعمالي، غير مهتمين باستعرض معارض أعمال غاية في الاحترافية والاستعراض الذكر، لذلك حين تتكلّم حضرتك عن محاذير لا أجد أمراً أهم للتحذير منه من مسألة الكسل، الكسل شيء قاتل في العمل الحر.

هناك بالفعل العديد من المسلمات التي على المستقل التقيد بها في سبيل الحفاظ على مستقبله في مجال العمل الحر وهي كالتالي:

• عدم التقدم للمشاريع التي لا يستطيع إنجازها: فأول ما يؤدي إلى سقوط المستقل في الخطأ أن يتقدك لمشاريع لا يقو على إنجازها بسبب عدم امتلاكه المهارات اللازمة والمؤهلات. لذلك عليه أن يبتعد عما لا يلائم قدراته إذ أن الدخول في هذا النوع من المشاريع يؤدي إلى سقوطه المدوي.
• تجاهل مهارات التواصل مع أصحاب المشاريع : فإن كان المستقل يعاني من مشاكل في هذه الناحية فعليه أن يعمل على تعزيزها إذ أن التواصل هو من أهم العمليات التي تجري بين المستقل والعميل والتي على أساسها يحدد إذا ما كان سيكون هناك اي تواصل مستقبلي.
• الاستهتار بمواعيد التسليم: فالعدو الأول للنجاح في أي عمل وضمنا العمل الحر أن لا يؤخذ الوقت بشكل جدي وبعين الاعتبار. فأكثر ما يهم صاحب المشروع أن يلتزم المستقل بتسليم المشروع حسب الوقت المحدد والخطة الموضوعة. وفي حال الاضطرار إلى التأجيل من واجب المستقل أن يبلغ عميله بذلك .
• الكذب: تصور أن يكذب المستقل بشأن خبراته ومهاراته ويكتشف العميل لاحقا هذا الكذب؟ موقف يمكن أن يحصل فعلا وهو ما يهدد سمعة المستقل ومستقبله المهني.
• تجاهل تعليقات العميل وآراؤه : فالمشروع للعميل وهو ما يعني أن من حقه أن يضع التفاصيل التي يراها مناسبة. فماذا يعني أن يتجاهل المستقل هذه الملاحظات ويقوم بكل شيء حسب ما يمليه رأسه وأفكاره؟ هو أمر ذو عواقب وخيمة بكل تأكيد
• بطء عملية الرد على العميل: هناك الكثير من المستقلين الذين يطنشون أهمية هذه الناحية وهي أن يكون ردهم سريعا على العميل حينما يتواصل معهم خاصة أن الخدمة تشمل هذا الجانب
• انتهاك سرية العميل من خلال وضع العمل في معرض الأ‘عمال بدون التواصل معه لإبلاغه بذلك بشكل مسبق