تتمثّل فاعلية التسويق الذاتي لأنفسنا كمستقلّين في التفاصيل ودقّتها. لأن العمل الحر يعد عالمًا عملاقًا من العملاء والخدمات والمجالات التقنيّة المختلفة. استهداف هذه الفروع المتشعّبة بحملة التسويق الإلكتروني الذاتي تتطلّب مهارة انتقاء وتخطيط دقيق.

لكن هذا الانتقاء لا يقتصر على كيفية اختيار العملاء المستهدفين فقط. وإنما يتمثّل في الغرض من التسويق الذاتي بصفة عامة. وهنا أرى أن معظم المستقلّين يقعون في الخطأ الكلاسيكي، وهو إغفال الإجابة عن سؤال بسيط: ما الذي نسوّق له؟

التسويق للخدمة أم التسويق للمهارة؟

يعتمد التسويق الذاتي للمستقلّين على بناء الوعي بالعلامة التجاريّة الفرديّة. ويتمثّل ذلك في العديد من جوانب التسويق الإلكتروني التي يلم بها معظمنا. لكن في المقابل، أجد دائمًا أن الفرق بين التسويق للخدمات والتسويق للمهارات كبير للغاية. ويتوقّف عليه نجاح حملة التسويق الذاتي.

في ضوء التسويق لمهاراتنا، يتعلّق الأمر بإبراز قدراتنا التقنيّة في هذا الصدد. سواء كان ذلك من خلال نماذج أعمال أو أعمال منشورة بالفعل. بالإضافة إلى أهمّية ارتباط التسويق بالمحتوى بصورة دائمة للترويج لمهاراتنا، حيث أن صناعتنا لمحتوى تقني يبني ثقة العملاء فينا حول هذه المهارة.

من جهة أخرى، يتوقّف التسويق لخدماتنا في العمل الحر بصورة أكبر على وصف المنتج. فنحن أمام عملية شبيهة بعمليات بيع المنتجات والترويج لها، ومن المرجّح جدًّا أن نصنّف هذه الخدمات كمنتجات رقميّة من البداية.

ما الفرق بين التسويق لخدماتنا والتسويق لمهاراتنا في العمل الحر؟ هل ترون أنه يقتصر على ما ذكرته؟ وما هي أهم الأدوات التي تُنجِح التسويق لكلٍّ منهما؟