خلال فترة عملي في مجال العمل الحر لأكثر من 4 سنوات، مررتُ بالعديد من التجارب المتعلّقة بالتعامل مع العملاء والهدف منه في كل مشروع. وعلى الرغم من أن المشروعات تختلف حسب الخبرة والمجال وخلافه، فقد اكتشفتُ جوانبًا مشتركة في آلية تكوين علاقتنا بالعميل بالشكل الأنسب.

من خلال تجربتي الشخصية، أرى أن التعامل مع العملاء بشكل عام لا يهدف إلى تنفيذ المشروع فقط. إذا كنّا نسعى إلى تطوير مسارنا المهني في العمل الحر، فإن تكوين شبكة علاقة طويلة الأمد مع العملاء هي أحد الأولويات الواجب علينا اتباعها.

1- مشاركة المعلومات التقنية مع العميل:

لقد ساعدني هذا الأسلوب في اكتساب العديد من أنواع العملاء، حيث أن توضيح الجوانب التقنية ومعلوماتنا عنها للعملاء تعزز ثقة العملاء فينا، وينتج عنه ارتباطهم بعلامتنا التجارية في العمل الحر بطريقة غير مباشرة.

2- استغل خاصية مستقل لتدوين الملاحظات عن العملاء:

كنت أميل في بداية تجربتي إلى التعامل مع العملاء في إطار النقاشات الخاصة بالصفقات فقط. لكن بمرور الوقت اكتشفتُ أنني أستطيع أن أدوّن ملاحظات عامة عن كل عميل وطريقة تعامله ومعلوماتي عنه.. إلخ.

تتيح منصة مستقل خاصية رائعة، حيث تمكّن المستقلّين من تدوين ملاحظة عن صاحب المشروع عبر حسابه، حيث تكون مرئية فقط للمستقلين. وقد أتاحت لي هذه الخاصية تدوين ملاحظاتي عن العملاء والعودة لها عند التعامل معهم مرة أخرى.

3- الالتزام بالمواعيد شيء مفروغ منه:

لا مفر من أن ثقة العملاء تتحقق للتعاملات القادمة بعد التسليم. والالتزام بالتسليم في الموعد هو أحد أهم المعايير التي يجب علينا الالتزام بها.

في بداياتي لم أكن أعتني بهذا الأمر للأسف، مما سبّب العديد من المشكلات وأدى إلى انخفاض كبير في معدل التسليم في الموعد على حسابي. لكن مع حفاظي على مواعيد التسليم فيما بعد، كانت تلك نقطة فارقة في مساري المهني.

4- أسلوب الرد على العملاء في كل مرة:

يتطلب أسلوب الرد العملاء الكثير من مهارات التواصل. والغرض الرئيسي منه بالنسبة إليّ هو المباشرة والوضوح. يتواصل العميل معنا لغرض ما، سواء كان توضيحًا أو استفسارًا عن موعد تسليم أو تعديلًا.

لهذا السبب أرى أن الإجابة يجب أن تكون واضحة. ففي إطار العديد من المشروعات التي تعرضت للإلغاء في بداياتي، حاولتُ المماطلة أو التأخير أو التماس الأعذار. لكنني اكتشفتُ في النهاية أن الحل الأسلم هو المصارحة بالمدة والتفاصيل بشكل مباشرة.

5- التواصل المستمر أثناء التنفيذ والغرض منه:

إذا كان التنفيذ سهلًا، أو المشروع لا يتطلب استفسارات بعد بدء التنفيذ، فهذا لا يعني أننا غير مطالبين بالتواصل مع العملاء.

بعد فترة، بدأتُ في انتهاج منهج فعّال، حيث أتواصل مع العميل مرة في منتصف المدة، ومرة في نهايتها قبل التنفيذ بفترة بسيطة. ويتضمن هذا التواصل طمأنة عامة لسير المشروع وملخص مختصر عمّا تم إنجازه. هذه الخطوة تبث التفاؤل لدى العميل وتشجعه على التعاون معنا.

6- التواصل بعد تسليم المشروع:

بعد انقضاء فترة التسليم والتعديل وانتهاء المشروع، بدأتُ أصر بعد عدد من المشروعات على أن أتواصل مع العميل. أسأله عن مدى رضاه عن العمل، وعن أي نصائح يود تسديدها لي فيما تم إنجازه وفي أسلوبي بشكل عام.

هذه اللفتة تمنحنا علاقة فريدة مع العميل. وقد ساعدتني في العديد من الأحيان على تكوين علاقات تعاونية مستمرة حتى الآن مع العملاء.

على الصعيد نفسه، أرجو منكم مشاركتنا بالمزيد من الآليات التي تساعدكم على بناء شبكة علاقات طويلة الأمد مع عملاءنا. ما هي أبرز استراتيجياتكم؟