هل تعدد المهام (multitasking) أثناء العمل أمر جيّد ؟

بالإضافة يا أحمد أن تعدد المهام في نفس الوقت، يؤدي إلى التوتر والضغط العصبي، حتى إن لم نشعر به في بداية الأمر فالأمر سينتهي بهذه النهاية، سنصبح مضغوطين عصبيًا لمجرد أداء مهمتين أو أكثر في نفس الوقت!

أنا من الأشخاص التي "كانت" تملك تلك الموهبة لكن قديمًا قبل أن أندرج تحت الكثير من المهام,

في بداية الأمر كان بالنسبة لي الmultitasking هو مثلًا سماع الأغاني أثناء المذاكرة، مشاهدة فيلم حين أقرأ جزء من كتابي الدراسي، أو حتى أتحدث على الهاتف وأنا ألخص مذكراتي! ولم تكن هذه مشكلة بالنسبة لي ولم تؤثر على تركيزي

تطور الأمر أنني أصبحت أقوم بذلك أثناء عملي، أي أكتب مثلًا مقال وأشاهد فيديو على اليوتيوب، أو أكتب مقالتين في نفس الوقت، أو أقوم بتغذية فكرية لفكرتين أو أكثر لنفس الوقت، الأمر في الحقيقة في بدايته ممتع جدًا، لكنني في مرة طلب مني عميل تسليم مقال 2000 كلمة في أقل من 5 ساعات عن موضوع لم يكن لي معرفة كبيرة فيه، ونحن ككتاب نحن القراءة عن نفس الموضوع الذي نرغب في كتابته قبل الكتابة حتى نكون فكرة عامة ومعلومات مفيدة. كان في نفس الوقت لدي عمل آخر موعد تسليمه في نفس الليلة، قمت باستغلال مهاراتي في الmultitasking، كرد فعل طبيعي شعرت بالضغط العصبي والتوتر وانتهى الأمر بشكل كارثي أنني لم أقم بأي من العملين على أكمل وجه، وأيضًا خسرت جزءًا من راحة بالي.

الأمر له فوائد بالتأكيد وأعتقد أنه يحتاج التدريب عليه، إذا استطعنا في تنفيذ أكثر من مهمة في نفس اوقت سنكون في مستوى آخر من الفعالية، لكن ما الطريقة للتمرن؟

حسب خبراتي المتواضعة، فقد تم علميا إثبات أن العقل يستطيع التفكير في شيء واحد في وقت واحد، وأي شخص يقول عكس ذلك فهو واهم، كما أن التفكير في أكثر من مهمة من أهم أسباب مرض التشتت وضعف التركيز.

دعني أعطيك مثالا في عالم التقنية، هل تعلم كيف يقوم معالج الحاسوب بتشغيل أكثر من برنامج أو القيام بعدة وظائف في وقت واحد؟ الحقيقة أن هذا لا يحدث، وتسمى هذه العملية في عالم التقنية "وهم تعدد المهام"، وقد درسناها بشكل مفصل في الجامعة.

بدون الدخول في تعقيدات تقنية، ما يحدث هو أن المعالج يقوم بتخزين جميع المهام التي تقوم بها في الذاكرة المؤقتة، ثم يقوم بالانتقال بينها بحيث يقوم بمعالجة جز من كل مهمة بشكل منفصل ثم ينتقل إلى المهمة التالية وهكذا، لكن هذا الانتقال يحدث في لحظات من الثانية بحيث لا يمكن لنا إدراكه، لكن لو أمكن لنا رؤية هذا التغيير لرأينا الصفحات تتبدل وتتغير على الشاشة.

لذلك فإن تعدد المهام كما قال المهندسون هو مجرد وهم، وهو من أهم أسباب ضعف الإنتاجية.

أضرار الMultitasking أكثر من فوائدها. هذه العادة حاولت أن أجربها كثيرًا لكن دماغي رفض الفكرة تمامًأ. أستطيع فقط التركيز على مهمة واحدة في وقت واحد لكي أنفذها بإتقان. ولكن على المستوى الشخصي أرى أن هذه المهارة ميزة كبيرة لصاحبها.

يقول المثل "صاحب بالين كذاب" وهذا هو الجواب الصادق لموضوع القدرة على أن تكون multitask، الموضوع ليس بتلك البساطة، وكما ذكرت تعدد المهام يسبب التشتت ونتيجة العمل ستكون حرفيا لتنجز فقط ولكن غير متميزة، صنعت على عجل، أي وجودها وعدمه واحد، لذلك أنا أفضل التركيز على مهمة واحدة فقط.

ماذا عنك أنت ؟ هل أنت شخص يستطيع أداء أكثر من مهمة في آن واحد ؟ وإن لم تكن، فهل تراها مهارة وميزة لصاحبها أم لا ؟ 

لست من هؤلاء، أفضل أن أركز في عمل واحد ربحا للوقت، على أن أعمل دفعة واحدة ويتشتت ذهني وأجد نفسي لم أنهي أي عمل، الإنتاجية تزيد عندما يتم التركيز على تحقيق هدف واحد. لكن في بعض المرات تفرض علينا بعض الأعمال التي تأتي من قبل عملاء أن نعمل دفعة واحدة مثلا في مجال الكتابة في مواضيع تحتاج للبحث وثم قراءتها ومن ثم تحليلها، ولابد أن يتم إنجازه في ظرف قياسي، لذلك برأي حتى ولو لم نعود أنفسنا لتعدد المهام لكن أرى أنه لابد على الأقل تكون لدينا تجربة في هذا الأمر لنستطيع أن نتجاوزه إذا وقعنا فيه ذات مرة.

ماذا عنك أنت ؟ هل أنت شخص يستطيع أداء أكثر من مهمة في آن واحد ؟ وإن لم تكن، فهل تراها مهارة وميزة لصاحبها أم لا ؟ 

لا أعلم، أنا ممن يقومون بأكثر من مهمة من وقت واحد، ولكن بشروط 😊

يعني عملي أغلبه يرتكز على الكمبيوتر، بإمكاني العمل على عدة شاشات، شاشة مقال، وشاشة إعداد تقرير إحصائي، وشاشة إعداد خطة تشغيلية، وشاشة صياغة قرار، بل أحياناً حين أراقب نفسي أجد على جهازي اللاب توب 6 أو 7 شاشات مفتوحة.

الآن وأنا أكتب ردي راقبت الأمر، لديّ 12 شاشة انترنت مفتوحة، كلّ واحدة منها معنية بموضوع مختلف عن الآخر، ولديّ 8 صفحات وورد مفتوحة لكلّ واحدة موضوع معين عدا إيميلي المفتوح وملف إكسل أقوم بعمل تقرير إحصائي عليه، ولا يتأثر إنجازي أبداً بل بالعكس أقوم بمهامي بنفس الحيثية.

أين الشروط في الموضوع؟ أن لا يرافق عملي صوت، يعني أنا من الأشخاص الذين يفقدون تركيزهم لو كانت المهمة المطلوبة منهم تحتاج (تركيز ذهني) ويكون بجانبي شخص يتحدث، أو مطلوب مني أن أرد على الهاتف، حينها لا يمكنني العمل وأفقد نقطة اتصالي مع الفكرة التي كنت أعمل عليها.

دروس اون لاين

لماذا كشفت الحقيقة وعريت الفطرة النسائية يا أحمد؟ :D تلك صفة كنا نغتر بها على معشر الرجال :D