لماذا لا يجب عليك الاهتمام كثيرا بالتقييمات السلبية في مواقع العمل الحر؟

اتفق معك تمام يا أخي، فالقاعدة التي تقول: لا يمكنك إرضاء الجميع، صحيحة تماما وثبت صدقها في كثير من الأوقات وفي كثير من المجتمعات.

حتى شكسبير نفسه، ذلك الشاعر الفذ لم يستطيع الهروب من ازدراء المستهلك. يقول الكاتب : Caroline Beaton إنه تعجب من أحد المراجعين الذي منح مسرحية هاملت على موقع أمازون نجمتين فقط، قائلا : "من قال إن شكسبير كان عبقريًا؟!! إلا إذا كانت العبقرية عنده تعني الملل".

تقول صحيفة واشنطن بوست إنه في عام 2016 ، وجد مركز بيو للأبحاث أن 82 في المائة من البالغين الأمريكيين يقولون إنهم يقرؤون أحيانًا أو دائمًا المراجعات عبر الإنترنت لعمليات الشراء الجديدة. ويعتقد أكثر من ثلثي قراء المراجعة المنتظمين أنها "دقيقة بشكل عام".

وارجو من خلال مساهمتك تلك، ان نغير ما تعودنا عليه من التصديق المطلق والتأثر البالغ بتقييمات الاخرين ، سواء الايجابية او السلبية فصرنا نفرح ونأكل ونصادق ونبيع ونشتري ... الخ ، او فلنقل صرنا نعيش من خلال المراجعات عبر الإنترنت.

وهذا شيء غير منطقي ولا إنساني بالمرة.

هل أصحاب المشاريع مرضى نفسيين أو بينهم وبين المستقلين عداوة، حتى فقط يقيموا سلبيا دون داع أو سبب، نحن بمجال عمل وليس مدرسة للمشاغبين، لن يقيمك صاحب المشروع سلبا مطلقا وأنت تؤدي ما عليك وتستجيب وتتعاون معه في حدود ما اتفقتم عليه، وهذا من خبرتي المتواضعة بتوظيف المستقلين.

وهناك من يحب ان يذل المستقلين واستغلال خوفهم من التقييم السلبي وحاجتهم للمال ويبدأ بطلب تعديلات وتعديلات أو الضغط أو التهديد .

أعتقد بأن هناك بأي منصة عمل حر، مكان للمحادثة يسجل به كل التواصلات والاتفاقات والمهام المطلوبة والمتفق عليها، حتى لو تم استغلال المستقل من قبل صاحب المشروع، وقتها يمكن أن يتواصل مع المنصة ويوضح المشكلة ويطلب منهم الإطلاع على المحادثة ويطلب حقه في إلغاء التقييم، وهذا يحدث بالفعل ليس جديدا.

قدم كل مابوسعك وحاول تطوير مهاراتك وان قمت بعملك على أكمل وجه ولم ترتكب أي خطأ وبعدها جاء العميل وقال لك لقد خاب ظني بك أو ان النتيجة لم تصل لتوقعاته هنا يجب عليك اطفاء الحسوب والخلود للنوم وعقلك وقلبك مرتاح لأنك بذلت مابوسعك وصحتك هي الأهم .

هنا أنت تدعوهم لترك حقوقهم، والاستسلام لصاحب مشروع مستغل، فبدلا من إطفاء الحاسوب، عليه أن يسعى لأخذ حقه، وطالما سلم ما طلب منه بالمشروع وبأداء جيد جدا، وكان ملتزم بالموعد، عليه أن يعود لخدمة العملاء، فبإمكانهم الإطلاع على العمل المسلم وهل ما يفعله صاحب المشروع من حقة أو تجني على المستقل، وإن كان محقا سيأخذ حقه.

نعم صحيح أوافقك الٍرأي،، المهم أن يبذل الشخص كل ما بوسعه و يسلم عمله و هو مرتاح الضمير. و يجب أن نكون مقتنعين بأن درجة الرضى نسبية قد تكون عادية، متوسطة أو عالية.

أعتقد أن المشكلة كلها في المستقل، فهو بإمكانه معرفة ما إن كان صاحب المشروع جادًا في عمله وتقييماته أم لا، فيمكن للمستقل الدخول إلى الصفحة الشخصية للعميل، ومعرفة معدل توظيفه والتقييمات التي أعطاها من قبل.

كما يمكنه أيضًا معرفة إن كان المستقل هدفه قطع الأرزاق فقط أم لا، من خلال أسلوبه ولهجته في التفاوض، فالبعض منهم يكون أسلوبه تهكميًا أو يريدك أن تشعر بالبذل لأنه سيوظفك؛ هذا من الأساس ليس من المفترض أن يقبل المستقل بمشروعه.

أما خلاف ذلك، فقد يكون صاحب المشروع محقًا في تقييمه السلبي؛ من الممكن أن جودة العمل لم تكون متوقعة، أو تأخر المستقل بالتسليم، أو أسباب أخرى كثيرة

أرى أن التقييم ليس نهاية العمل، بل بدايته!، فعلى المستقلين أن يقوموا بتتبع نقاط الضعف في العمل الذي لم يرضي العميل، ويحاولون تلافيها بالأعمال المستقبلية، فالخطأ هو خير وسيلة لإدراك الصواب.

أما إذا كان التقييم لا يتناسب مع جودة العمل وتميزه، فيكفي المستقل راحة ضميره بأنه أتقن عمله، وأنه يقتنع بأنه سيعوض عن ذلك لا محاله.

أصبحت لا أفكر في التَّقييم السَّلبي بالفعل.