السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنا قد تناقشنا ذات مرة عن الموضوعية في اختيار المشاريع التي نقدم للعمل عليها نحن المستقلين:
وتناولت المساهمة والتعليقات الموضوع بشكل كافي، ولكن اليوم أود مناقشتكم وأخذ آرائكم حول المشاريع التي تتجنبون التقديم عليها، ما هي؟ وما أسباب تجنبكم لها؟.
ربما كان حماس البدايات دافعًا لنا للتقديم على كل المشاريع التي تخص مجالنا ولكن مع مرور الوقت واكتساب بعض الخبرة والمهارة وبتزايد الإنجازات في معرض الأعمال نصبح أكثر اتزانًا ونميل لفحص عدة نقاط في المشروع قبل أن نقدم على تنفيذه.
وعن نفسي في الحقيقة فإن أول ما أبحث عنه بعد قراءة عنوان المشروع ليس محتوى المشروع ولا المطلوب فيه، وإنما عدة نقاط أخرى، مثل:
مصداقية صاحب المشروع ومدى تقييمه على المنصة ومعدل التوظيف لديه وتقييمه للمستقلين الذين تعامل معهم، وعدد المشاريع المستلمة والتي قيد التنفيذ، وإذا كان موثق هويته أم لا ومعدل إكمال المشاريع وكذلك معدل إعادة التوظيف ومعدل التسليم في الموعد ويهمني كذلك الاطلاع على توثيقاته ومدى توافر وسائل الدفع منه للمنصة.
لو كانت تقييمات صاحب المشروع متراجعة فربما يكون التعامل معه صعبًا، وعدم وجود وسيلة مؤكدة للدفع يجعلني أفكر ألف مرة قبل كتابة عرض على مشروعه، لأنني في الحقيقة خُدعت سابقًا من هذه النقطة وضاع حقي بسبب تغافلي عنها.
العائد المادي هي نقطة مهمة جدا وأركز عليها ليس من باب المادية ولكن من باب رفض الاستغلال، ففي الحقيقة عندما أستلم العمل على مشروع فإنني أوليه كامل اهتمامي وتركيزي وجهدي ووقتي، فبأي حق يحدد صاحب المشروع أجور قليلة وبأي حق يريد الكفاءة والجودة بلا مقابل؟ ولأنني أرى في هذا نوعًا من الاستغلال الصريح، فلا يمكن أبدًا أن أقدم على عرض يبخسني حقي.
العروض عن نفسي ألقي نظرة خاطفة على العروض التي سبقتني، ومن قراءة السطر الظاهر منها يمكنني أن أحدد ولو بنسبة مدى قوة هذه العروض وهل ما زال أمامي فرصة للتقديم أم لا، فمثلًا كان هناك مشروع للتدقيق اللغوي، وبصراحة هذا بالنسبة لي متعة كبيرة قبل أن يكون عملًا لكنني وجدت في العروض حاصلين على ماجستير ودراسات عليا في اللغة ومحاضرين في الجامعات، فمن باب المنطق ألا أقحم نفسي بينهم وأنا التي أتخصص في التحاليل الطبية وأعمل في التدوين وتحسين محركات البحث، لو كنت صاحب مشروع فلن أقتنع ما دام ليس لدي دليل على أدائي الجيد في التدقيق.
التجربة بالطبع يجب أن أضع في حسباني ما إن كان صاحب المشروع هذا له تجربة سابقة معي، ومدى نجاح التجربة، وفي خلال مناقشة في مساهمة سابقة نصح الزميل Ahmed Hadj Mokhtar@ بعدم التعامل مثلًا مع صاحب المشروع المتطلب الذي لا يكف عن التعديل بسبب وبدون سبب، وأتفق معه في الحقيقة لأن الجدل قد يستنزف طاقة تعادل إنجاز مشروع آخر.
مجال المشروع ومحتواه بالطبع هذا العامل يبقى الأولوية في جميع الأحوال، فلو كانت كافة العوامل السابقة في صالحي كمستقل مع الإخلال بعامل التخصص والمجال فلا جدوى من التقديم، وهذا بالطبع ما تمت مناقشته في المساهمة المذكورة في الأعلى.
هيا أخبروني ما هي المشاريع التي لا يسعكم التقديم فيها؟ وما هو العامل الذي يمكنكم التنازل عنه من بين العوامل التي ذكرتها؟
التعليقات