في برنامج تليفزيوني على إحدى القنوات الأمريكية دار نقاش بين مجموعة من علماء الاقتصاد عن كيفية سيطرة الشركات الكبرى على السلوك المالي للأفراد والتأثيرعلى الإقتصاد والأسعار وكيف أن هذا السلوك المالي هوالسبب الرئيسي في الإنهيارالاقتصادي وإرتفاع الأسعار كما أنه العامل الأساسي في مضاعفة ثروات الأغنياء في ظل الأزمات الاقتصادية.

فسر علماء الاقتصاد كيف تقوم الشركات بخلق العادات اليومية والإحتياج الدائم للمنتجات من خلال الإستراتيجيات التسويقية المختلفة حتى تسيطر تماما على العقل الباطن للفرد وتتحكم في رغباته وتستنفذ أمواله، إلى أن تتحكم تلك الشركات في جميع القرارات الإقتصادية وتوجهها. وهنا تبدأ رحلة الإنهيار حيث أنه بمجرد تقليل معدل الإنفاق الإستهلاكي، فذلك يؤثر بشكل مباشرعلى إنخفاض الطلب على السلع وعجلة الإنتاج. ويزداد الأمر سوءا عند معاناة الأفراد من الديون الملزم سدادها إلى المؤسسات المالية التابعة بشكل مباشر إلى تلك الشركات الكبرى ، مما يؤدي إلى أزمة إئتمانية و إنهيارإقتصادي كما حدث في عامي 2008 و 2020. 

وهنا كشف الخبراء عن الدور الإنتهازي الذي يتبناه المستثمرون، فمن الكافي أن تعرف أنه في ظل وباء كورونا والاضطرابات السياسية، قد حققوا المكاسب والثروات ، حيث حصل أكثر من 2200 ملياردير في العالم مجتمعين على 2.4 تريليون دولار، مثل إيلون ماسك، الذي زادت ثروته بشكل مذهل بمقدار 112 مليارا دولار خلال عام واحد ومن بعده جيف بيزوس، الذي اكتسب في عام واحد 67.5 مليار دولار بفضل ارتفاع مخزون أمازون. و إليك ما كشفه خبراء الإستثمار بإنقضاض المستثمرعلى فريسته وشراء الأسهم و الأصول بأقل من قيمتها و الإستثمارالدائم المضمون في السلع الإستهلاكية و الرعاية الصحية مما يجعلهم المسيطرين على إحتياجات الأفراد والدائرة الإنتاجية والأسعار.وهنا يزداد الطلب مرة أخري و تزداد الأسعاروتزداد معاناة الأفراد في هذه الحلقة الضيقة من الإنهيار الإقتصادي التي تكون بمثابة الفرصة الذهبية لزيادة ثروات الأغنياء. هل تتفقون معي بأن الأغنياء هم المسيطرين على السلوك المالي للأفراد و على حلقة الإقتصاد و الأسعار ؟ و برأيكم كيف نستطيع الخروج من هذه الدائرة ؟ أم إنها دائرة مغلقة ؟!