هل الكثافة السكانية تمثل عائقًا أمام اقتصاد الدول؟

الإجابة عندي "سلبية" تماما السلبية. فـ"الكثافة البشرية" هي تمثل أهم موارد وثروات وفرص نجاح لأي دولة وبلد. فهي طاقات كامنة مهولة إذا أحسن استغلالها جاءت بالعجائب ما شاء الله.

وأبسط مثال على ذلك كذلك هي "الهند" والتي تخطت الصين كما سمعت في عدد السكان الآن وهما الاثنين من أكبر البلاد المصدرين للعقول البشرية في مجال التقنية والعلوم الحديثة فهم يمثلون ثروة عظيمة لبلادهم داخليا وخارجيا ما شاء الله.

ومثال عكسي معروفا للجميع وهي أوربا القارة العجوز خاصة البلدان الغربية التي لما امست تعاني من تناقص عدد السكان خاصة في المواليد والشباب اضطرت أو سعت إلى فتح الهجرة خاصة من دول أوربا الشرقية لتعويض هذا الفرق الخطير.

لا الكثافة السكانية ليست عائقاً أمام النمو الاقتصادى على الإطلاق ، بالعكس فهى تساعد على النمو الاقتصادى بشكل كبير إن تم توجيه الشعب إلى الإنتاج حينها سيساهم الشعب ويكون مساعداً كبيراً.

وعلى النقيض إن تم توجيه أفكار الشعوب إلى النمط الإستهلاكى فقط ، وإستيراد السلع والخدمات الاستهلاكية واقتصر استثمارهم على المبانى فقط فحينها اعلمى أن هذا الشعب تم توجيهه ليكون عائقاً للتنمية .

وكل شئ قابل للإصلاح ولكن يستلزم بعض الوقت .

بالتأكيد تسبب التخلف والفقر

بالنسبة للصين فهي حالة خاصة

البلد يتمتع بموقع جغرافي مميز .. ومساحة كبيرة

كما أنها تمثل الآن مصنع العالم ..

ليس بمقدور كل الدول تكرار ذلك ..

مع أن الصين تشكل ثاني أكبر إقتصاد .. فلا زال الإنسان هناك لن يشعر بالرخاء الكبير بسبب عدد السكان الهائل واضطرار البلد للإنفاق عليهم

الأمر أهون بالنسبة لأمريكا .. فعدد سكانها مقابل اقتصادها يعطي المواطن مستوى معيشي عالي ..

لو لم تذكري المثالين بنفسك كنت قلت لكِ الصين كمثال على الكثافة السكانية ولكن هذا لم يكن عائقًا لتقدمها. أجد المشكلة الرئيسية في الموارد وكيفية استغلالها لصالح الدولة والسكان أنفسهم، وعلى سبيل المثال دول الخليج سابقًا لم تكن بمثل هذا التقدم اليوم وهي ليست من أعلى دول كثافة سكانية إلا أن الأمر استغرق الكثير للوصول إلى هذه المرحلة، كانت دول الخليج قديمًا أغلب عامليها من بلاد مختلفة ولا يستغلون القوى البشرية لديهم للتطوير بل العكس يستقطبون المهاجرين، وفي آخر سنوات تطورت دول الخليج بشكل ملحوظ جدًا حتى بعض الشركات لديهم أصبحت لا توظف إلا مواطنين. ما أقصده أن مع استغلال الموارد لدى الدولة والتفكير المُستدام والحريص على تطور الدولة تصبح النهضة الإقتصادية.

وولأسف أن أغلب البلاد العربية مليئة بالموارد والعقول البشرية التي يمكن استغلالها للتنمية ونهضة الاقتصاد إلا أنهم لا يمتلكون هذا الفكر.

أرى أن بعض الدول يكون تفكيرها مقتصر على إطعام المواطنين فقط، كأن الهدف من وجودهم هو البقاء على قيد الحياة، ليس التطوير ولا التقدم. إذًا الكثافة السكانية مشطلة بالطبع لكن يمكن استغلالها لصالح الدولة لو كان يوجد جهود أصلًا لذلك.

فما السر وراء تقدم تلك الشعوب ونهضة اقتصادها بالرغم من احتياجها لصرف عشرات الملايين يوميًا لسد الفجوة الغذائية؟

الكثافة البشرية أحد "الموارد" حتى أنها تسمى الموارد البشرية، تماما كالموارد الثقافية والسياحية وغيرها، ولذلك فإن الدول التي تجيد استخدام هذه الموارد البشرية وتعتبرها أحد أهم سبل الدخل القومي فإنها تحقق دخلا كبيرا عن طريقهم يفوق بمراحل الاستهلاك الذي يستهلكونه

العنصر البشري هو ركيزة أساسية، ورأس مال قوي، وثروة هائلة للدول، إذا أحسنت استثماره في التنمية المستدامة. إذ لا يمكن لأي دولة أن تتقدم وتبني اقتصادا قويا دون سكانها.

ما يعوق اقتصاد الدول بالفعل هو عدم التخطيط لكيفية جعل العنصر البشري قاطرة التنمية في البلاد، بجعله انسانا منتجا، وتوجيهه ليكون مفيدا لنفسه أولا ولوطنه ثانيا.

فما السر وراء تقدم تلك الشعوب ونهضة اقتصادها بالرغم من احتياجها لصرف عشرات الملايين يوميًا لسد الفجوة الغذائية؟ بينما شعوبًا أخرى تقف عاجزة عن ملاحقة الاستهلاك المتزايد؟

لا علاقة بين الكثافة السكانية بتطور البيئة المحيطة بهم إلا إذا اهتمت الحكومات بالصحة و التعليم و توفير الوظائف الكافية للسكان، في هذا الصدد لن نقول أبدًا أن الكثافة السكانية تشكل عائقا أمام التقدم بل ستكون سببا في التقدم كما حدث في الصين و اليابان، و استثني الولايات المتحدة الأمريكية، لكون العنصرية عائقا أمام الحصول على وظيفة مع انعدام فرص الوظائف المتاحة في الآونة الأخيرة لديهم.

بالنسبة للشعوب و الاستهلاك المتزايد، الاستهلاك في مصطلحه العام لا يعد عائقا ما لم يتعلق هذا بسبل التوفير لوظائف متعددة، ما انعدم معدل التوظيف فاعلم أن الاستهلاك الفردي سيشكل عبئا غير هذا لا يمكن وضع الاستهلاك في معادلة العبء.

لا أعتقد أبدا أن الكثافة السكانية عائقاً أو ينبغي أن يمثل عائقاً. فإذا ما احسن استغلال القوى العاملة كما تفعل الصين مثلاً فسيكون التقدم. ولكن الدول في أطوارها قد تحتاج إلى تخفيض النسل حتى تسترد عافيتها قليلاً وأذكر أن الصين قد فرضت على نفسها سياسية الطفل الواحد و التي بموجبها جرمت على الأبوين أن ينجبا فوق طفل واحد وما زاد عن ذلك فسيتحمل الأبوان تكاليف تعليمه و تطبيبه ونفقته و تأمينه الصحي وخلافه وقد يتعرض الأبوان لعقوبات. ثم أن الصين راحت الآن ترحب بأكثر من طفل وذلك لأنها تحتاج إلى ذلك؛ فأرى أن الأمر يتحدد بما تحتاجه الدول في أزمة بعينها.

هناك العديد من العوامل التي تؤثر على تقدم الدول وازدهارها، منها:

1- التعليم: تعتبر التعليم والتدريب والتطوير المستمر أساسًا لتحسين مستوى الحياة والنمو الاقتصادي، وتقدم الدول التي تحرص على توفير التعليم الجيد والمتطور لمواطنيها وتشجيع البحث العلمي والابتكارات، والاستثمار في الكفاءات البشرية على المدى الطويل.

2- الابتكار والتكنولوجيا: يلعب الابتكار والتكنولوجيا دورًا كبيرًا في تحسين الإنتاجية وتوسيع الفرص الاقتصادية وتحسين جودة الحياة. وتقدم الدول التي تحرص على توفير بيئة ملائمة للاستثمار والابتكار وتشجيع الشركات الناشئة والتكنولوجية وتوفير البنية التحتية المتطورة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات فرصًا أكبر للتقدم.

3- الاستقرار السياسي: لتحسين الأمن والاستقرار وتوفير بيئة ملائمة للاستثمار والنمو الاقتصادي، وتقدم الدول التي تحرص على توفير بيئة سياسية واقتصادية مستقرة وملائمة للاستثمار والتنمية الاقتصادية فرصًا أكبر للتقدم.

4- الثروات الطبيعية: يمكن أن تلعب الثروات الطبيعية دورًا كبيرًا في تحسين الاقتصاد وتوفير فرص العمل وزيادة الإيرادات. ومع ذلك، فإن توزيع الثروات الطبيعية وإدارتها بشكل جيد قد يكون أكثر أهمية من مجرد وجودها.

لا يمكن القول بأن الاستهلاك المتزايد هو السبب الوحيد وراء عدم تقدم بعض الشعوب، فهناك عوامل كثيرة تؤثر على التقدم الاقتصادي والكثافة السكانية سلاح ذو حدين فرغم إنهم يمثلوا مسؤولية كبيرة ألا إنهم قد يكونوا مصدر دخل فلا يزال أهم مصدر دخل للدول هو المصدر البشري

هذه الدول التي تقف عاجزة عن ملاحقة الاستهلاك المتزايد كانت ستعاني أيضا حتى لو كان عدد سكانها أقل، لأن المشكلة الحقيقية تقبع في الفكر والاقتناع بأن الإنسان نفسه عقبة في تحقيق النمو.

المشكلة ليست في عدد السكان بل في نسبة نمو السكان

الصين دولة مكتضة سكانيا ولكنها منخفضة النمو بفضل سياسة الطفل الواحد والتي حتى بعد ازالتها تبقى ثقافة عامة

النمو السريع للسكان خصوصا في الدول المكتضة هو مشكلة بلا شك, النمو السكاني الكبير سيبدد النمو الاقتصادي

شعب فقير يزداد سكانا بشكل سريع سيصبح اكثر فقرا

هناك التجربة التايلندية نجحت في كبح النمو السكاني لم تصبح دولة غنية ولكنها اصبحت اقل فقرا