يُقال بأنّ إدارة المخاطر هي مفتاح ناجح في تشغيل شركة أو مؤسسة، لذا هي أمر لا مفر من في الشركات والمؤسسات، لكن السؤال الذي ينتابنا؛ كيف يمكننا الاستفادة منها؟ وهل هنالك أنواع لها؟
إدارة المخاطر، كيف يمكن أن نستفيد منها؟
إدارة المخاطر تساهم بشكل كبير في تعزيز معدل نجاح أي مشروعه واكماله بسلاسة وأمان، فهي تساعد في تحديد نقاط الضعف والقوة وبالتالي يمكن تجنب العثرات التي تؤدي إلى الفشل. ويوجد انواع كثيرة لإدارة المخاطر بناء على ماهية الخطر، من أبرزها:
-المخاطر الاستراتيجية: هي التغييرات التي تحدث في السوق مثل تغير نسب الطلب أو ظهور منافسين.
-مخاطر قانونية: مثل سن قوانين جديدة لم تكن تنطبق على الشركة من قبل ويكون للالتزام بها آثار سلبية على الشركة.
-مخاطر تشغيلية: تشمل الأعطال الممكنة الحدوث والتي يمكن أن تؤثر على مسار العمل وتعطله.
-مخاطر مالية: إمكانيات الخيارات المالية المفاجئة.
-مخاطر السمعة: أي ضرر قد يلحق بسمعة الشركة ما يؤثر على ثقة العملاء.
بالفعل يمكن لإدارة المخاطر التحكم في نجاح المؤسسة أو فشلها، والأمثلة على ذلك كثيرة منها ما قامت به شركة نايكي عند إعادة تسمية أحذية كونفرس التي لاقت فشلًا كبيرًا من قبل. وأيضًا ما فعلته شركة سامسونج بعد خسارتها المالية الكبيرة نتيجة انفجار بطاريات إحدى الهواتف عام 2016، وقامت مباشرة بسحبه من السوق وتعويض مالكيه بإمكانية الاستبدال.
إذًا فإدارة المخاطر أمر في غاية الأهمية ويمكننا تعريفها بأنها عملية يتم من خلالها تحديد أي تهديد متوقع، وتحليله وإيجاد طرق للخروج منه.
أما عن كيفية الاستفادة منها فيمكننا ذلك من خلال عدة خطوات:
- تحديد المخاطر، ويمكن ذلك عبر العصف الذهني مع موظفي المؤسسة.
- تحليل المخاطر، وهنا نحلل كل نوع من المخاطر المتوقعة بصورة فردية.
- تحديد المخاطر الأهم، وذلك عبر تقييم كافة المخاطر وإعطاء الأولوية لأهمها.
- تعيين مسؤول عن إدارة المخاطر.
- معالجة المخاطر، عبر تنفيذ خطة لمواجهتها.
- مراقبة المخاطر بصورة مستمرة.
ولإدارة المخاطر أنواع واستراتيجيات متنوعة مثل:
- تجنب المخاطر، من خلال القضاء على أي خطر محتمل ويمثل تهديدًا على الشركة قبل حدوثه.
- قبول المخاطر، وهنا نقبل التهديدات المتوقعة ونستعد للتعامل معها عند حدوثها.
- التقليل من المخاطر، وهنا نعمل على تقليل تأثير المخاطر على المؤسسة.
- نقل المخاطر، وهنا نقوم بتحويل المخاطر إلى مؤسسة أخرى للتعامل معها.
حول التعريف التقني لمفهوم إدارة المخاطر، فهي تمثّل التقنيات والأدوات المحتملة التي يتسلّح بها أي مشروع أمام المخاطر المحتملة بالتحديد، وعلى الرغم ممّا يظنه الكثير منّا، فإن مفهوم إدارة المخاطر لا يعتني فقط بالمخاطر التي تلحق بالشركة على المدى القصير، وإنما يعتني بالمخاطر المحتملة طويلة الأجل بشكل أكبر بكثير، حيث أن هذه النوعية من الإدارة تمتاز بأدوات اقتصادية وإدارية ضخمة في هذا الصدد.
وبالإضافة إلى ما ذكر من الصديقتين في التعليقين السابقين، يمكنني أن أستعرض أمثلة على فنون إدارة المخاطر بشكل عام في أشهر المؤسسات وأكثرها احترافية، في ضوء التعريفات والخطط الاستراتيجية المذكورة التي تختص بإدارة المخاطر بشكل عام كآلية عمل استباقية، فمن أبرز المشكلات التي قد تواجها هذه المؤسسات وتضعها في الحسبان ضمن إدارة المخاطر:
- إدارة المخاطر المتعلّقة بولاء العملاء، وهو الجانب المتمثّل في قدرة منافس آخر على جذب العملاء. هذه النوعية من المخاطر موضوعة في الحسبان بشكل مستمر، ولا تفارق خريطة إدارة المخاطر الخاصة بأي مؤسسة، لأنه احتمال قائم طيلة الوقت، وبالتالي يجب أن تكون المؤسسة مستعدة له طوال الوقت.
- المخاطر المتعلّقة بنظام الصناعة نفسه، فقبل عرض أي منتج لخطوط الإنتاج، تعتني الشركات بدراسة كم المخاطر المتعلّق بهذا المنتج في حدود المجال الصناعي التقني نفسه.
- مخاطر فسخ العقود تمثّل هاجسًا مهمًا للغاية أيضًا في هذا الصدد، لذلك لا تتوقّف إدارة المخاطر عن دعم هذه النقطة ومتابعة المؤشرات التي قد يؤدي هبوطها إلى فسخ أي تعاقدات وحمايتها.
- مخاطر التأمين، وهي مخاطر متعلقة بحركة الأمن والأمان داخل مختلف النقاط التي تنتمي للشركة، سواء كانت منافذ بيه أو مصانع أو خطوط توزيع.. إلخ.
- إدارة المخاطر السيبرانية، وهو جانب في غاية الأهمية في العصر الحالي الذي نعيشه، خصوصًا في ضوء ازدهار التجارة الإلكترونية غير المسبوق، الذي يمثّل في الوقت الحالي وزنًا منافسًا بشراسة ضارية للتجارة التقليدية. لكن بثقغرة واحدة في متجرنا الإلكتروني أو نظام بيعنا، قد نخسر ملايين الدولارات في غمضة عين.
- ما يعرف بإرهاق العلامة التجارية أو Brand Fatigue، وهي واحدة من أهم الجوانب التي تعتني بها إدارة المخاطر، حيث أنه من الضروري أن تضع هذه الإدارة استراتيجية جديدة كل فترة لإنعاش العلامة التجارية وتجديد هويّتها حسب مؤشرات الأداة، وهو ما يدعى باستراتيجية إحياء العلامة التجارية أو Brand revive.
هذه الأمثلة على السبيل المثال بكل تأكيد، لا الحصر، فجوانب إدارة المخاطر تتنوّع فيما بينها بشكل كبير، ولها العديد من القوالب التي لا يمكن أن تحصر في خطة من صفحة واحدة. بالإضافة إلى ذلك، فتحليل البيانات له دور في غاية الأهمية في الوقت الحالي نظرًا للقدرات التوقّعية المهمة للغاية بالنسبة لإدارة المخاطر.
تكمن أهمية إدارة المخاطر في المراحل الآتية:
1. اكتشاف الأخطار المختلفة ومعرفة أسبابها.
2. عمل مراجعة شاملة على أثر الأخطار على الموارد (الأشخاص والممتلكات) وتحليل ذلك الأثر بصورة دقيقة.
3. المرحلة الثالثة هي قياس الأخطار، أي معرفة احتمال تكرارها، وما هي الخسائر المصاحبة لكل خطر على حدة، واستخدام ذلك القياس في التنبؤ بسلوك الخطر في المستقبل مما يسهل من أمر مواجهته.
أما عن أنواع الأخطار فهناك نوعان، أحدهما يتعلق بالنواحي الاجتماعية والمعنوية (غير اقتصادي) للأشخاص ولا يؤثر مباشرة على النواحي الاقتصادية والمالية لهم.
أما عن النوع الثاني فهو يتعلق بالنواحي الاقتصادية والمالية للأشخاص وعلى ذلك يسمى بالأخطار الاقتصادية كونه يؤثر بشكل مباشر على الإقتصاد.
ولتوضيح إستراتيجية إدارة المخاطر يجب ان نعرف ما هى المهام الوظيفية لمدير الخطر؟
ولمدير المخاطر أهمية كبيرة في الشركة فهو يعمل الآتي:
1. يتأكد من أماكن وجود الخطر بدقة.
2. يتخلص من تلك المخاطر بما يتناسب مع الشركة من إمكانيات.
3. تقييم مدى قوة الخطر واتباع الطرق المناسبة للتعامل معه ومن هذه الطرق (الاحتفاظ بالخطر أو التأمين الذاتي أو التأمين لدى الغير)
4. يدير أموال التأمين بحرص.
لا أعتقد بأنّ الأمر محصوراً في شركة أو مؤسسة فقط، فأنا أذكر تماماً تلك اللحظة التي بدأت بها الأزمة السورية، وعند بداية هذه الحقبة، بدأ معها شيء بالدولة كتكوين مؤسسي مباشرةً يُسمّى (خليّة إدارة الأزمة) وكان هدف هذه الخليّة أن تكون قادرة على ضبط المخاطر المُحتملة وتقليل أثرها سواء على الإقتصاد أو على الاستقرار والأهم على الأخطار التي تهدد المواطنين.
لذلك أعتقد بأنّ هذا المصطلح قد يُستخدم بعدّة مستويات:
- إدارة مخاطر فردية
- إدارة مخاطر مشاريع تجارية ومؤسسية
- إدارة مخاطر دولية أو حكومية
هذا الأمر عادةً يُصمم للاستفادة منه كمضادّ (خراب أو كارثة أو خطر) قد يقع دون أي توقّع، يعني هو مجال لردم هوّات وفراغات قد تسبب مشاكل مستقبلية، معظم الشركات حالياً تستخدم هذا القسم فيها لتسيير وحماية الأمور المالية والرقمية
الأمور المالية عبر إتخاذ تدابير وقائية وحسابية تحمي الشركة من إفلاس أو قلّة سيولة أو ديون فوق الطاقة وكل ذلك عبر حساب الأمر ومراقبته باستمرار ومتابعة كل خطوات الشركة.
الأمور الرقمية: بإعداد خطط حماية على مواقع وممتلكات الشركة الغير مادية
وهذه الأمور السابقة غالباً يُستعان بشركات مختصّة للقيام بها، ولكن الشركات الكبيرة والقادرة على تحمّل التكاليف صارت تقوم بصناعة قسم مختص في مكاتبها risks managment وهذا فرع مألوف بالضرورة وخاصّة بالبنوك.
هناك أمور يغفل عنها معظمنا، أنّ هذا القسم قد يتدخّل بكل الأقسام وحتى بالأمور البسيطة كأوقات الدوام وطريقة الانتاجية وسيكولوجيا التعامل (كل ما يمكن أن يحقق مكاسب ويقصي متاعب عن الشركة).
نعم بالفعل فإدارة المخاطر هى ذات اهمية كبرى لأى مؤسسة سواء كانت مؤسسة صناعية أم مؤسسة مالية وذلك لأن أى مؤسسة يواجهها العديد من المخاطر منها ( مخاطر داخلية , مخاطر خارجية , مخاطر تشغيلية , مخاطر مالية ) كل هى هذه المخاطر إن لم تدار بفعالية تعرضت المنشأة للخطر بل الأمر قد يتعدى ويصل إلى أن يهدد إستمرارية المنشأة ووجودها لذا فإدارة المخاطر لها أهمية كبرى فى مواجهة المخاطر وتخفيض الأضرار الناجمة عنها أو منعها تماماً .
ويمكن تحديد المخاطر باستخدام تحليل swot analysis وهو تحليل يهدف معرفة نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص التى تواجه المنشأة والتهديدات .
بعد ذلك نكون وضعنا أيدينا على المخاطر وبإمكاننا تطبيق الاستراتيجيات الملائمة لتحجيم تلك المخاطر أو القضاء عليها نهائياً ومنها كخطوات بعد تحديد المخاطر :
- عمل سجل للمخاطر ومراقبتها باستمرار واتخاذ قرار بوجود بالسجل أو محوها حين لم تعد مخاطر أو تشكل تهديداً.
- إنشاء خطة محكمة لخفض المخاطر وذلك بعد المعرفة للسيناريو المحتمل وقوعه الناجم عن الخطر .
- إستعراض الخطة من وقت لأخر خصوصاً فى الأوقات التى تحدث فيها تغييرات جوهرية للمنشأة .
- إنشاء إدارة خاصة لإدارة المخاطر شئ مفضل فى المنشآت الكبيرة وخصوصاً المنشآت المالية .
التعليقات