كل ما تريد معرفته عن الهجرة للمريخ

أنا لو يعطيني إيلون ماسك تذكرة ذهاب وإياب للمريخ لن أذهب، إلى الآن لم أزر حتى الشاطئ، وأعتكف في المنزل لشهور ومرتاحة لهذا الشعور..

لم يكفيهم الشرور البشرية التي غطت الأرض، لذا سيتوجهون لنشرها في المجرة.. في بعض الأحيان أشعر أن إيلون ماسك مجرد طفل كبير يسعى لتحقيق أحلام الطفولة..

أعتقد بأن خيبة أمل إليون ماسك ستكون كبيرة، لن يتمكن في عمره من الهجرة للمريخ، وإن فعل سيعود يجر ذيل الهزيمة أو ستحصل أكبر كارثة في تاريخ الفضاء، أفلام الفضاء جعلتنا نتخيل أكبر من طاقتنا الفعلية، لماذا يذهبون للمريخ ويعيشون داخل مباني كبيرة دون أدني قدرة للخروج والمشي ببساطة على الأرض، ألم يفكروا أن هذا النوع من الحياة يجلب الاكتئاب للإنسان، ومن قال بأن لديهم القدرة أصلا للسفر تسعة أشهر في سفينة صغيرة، الإنسان ليس لديه هذا القدر من الصبر.

رحلة شاقة لا داعي لها، وتجبر أكبر من قدرة تحمل الإنسان، لذلك لو أنفقنا تلك المبالغ عل كوكب الأرض ومراعاته لن نحتاج للمريخ.

ربما علينا أن نعيش ما بداخلنا، إن توفرت المادة فلما لا إن أحببت ذلك، فقط دع نفسك وجسدك وروحك تعبر فقط كينونتك، أحبب البحر فلا تتردد، السفر إلى إيطاليا أيضا..، عيش اللحظة ولكن حاول أن تختار وقتها المناسب عقلك وروحك ومن تحب معا، سافر بحب هناك حيث تحب، انعم بتلك اللحظات حتى لو كان كوكب "فنكوش" أو حتى جرم "هبوش"، إن لم تفعل عليك بأحلام اليقظة واسعى لذلك، سافر لتحقيق ذاتك واستمتع، صدقني ستكون الرحلة ممتعة لو أحببت وتحت أحببت خط أحمر وآخر أخضر ولك أن تفسر عزيزي الخطين كما تشاء ولكن خبرني لطفا بماذا تفكر؟

أعتقد أن طبيعتنا البشرية تخضع لأمرين، التخريب والتطلع، تخريب ما نملكه والتطلع لما هو بعيد ويكاد يكون مستحيلاً! إلى الآن الأرض لم تبور، لكن الإنسان لن يتوقف عن أفعاله الجنونية التخريبية، إلا إذا بارت بالفعل، وحينها لن نذهب لكوكب المريخ أو لأي كوكب آخر، إنما سنصبح من الشعوب والحضارات المندثرة التي تعاقبت عليها حضارات أخرى.

فعلًا أي فكرة جديدة تبدو لا عقلانية للوهلة الأولى سوف تجد ورائها أيلون ماسك ، لكن لو كان لدى الخيار هل أترك الأرض أم أظل بها !! فعلى الرغم مما نحن عليه الأن في الأرض من شرور وأوبئة وعلى الرغم من رغبتي دائمًا في الابتعاد عن ذلك العالم الذي أعيش فيه، إلا أنني سوف أختار البقاء هنا

أعاني من الوحدة وأنا على الأرض فما بالك إن رحلت إلى المريخ ، أفضل البقاء هنا مع أمي وعائلتي وبعض المعارف القليلون الذين أستأنس بهم على أن أغادر إلى مكان جديد أظل فيه وحدي في محاولة بائسة للتعرف على أشخاص جدد غالبًا سوف يكونون من أهل الأرض الذاهبون إلى اكتشاف المريخ أيضًا فلا جديد في الأمر ، فلما أغادر أصلًا ؟

أعتقد أنه فقط أصابه جنون الشهرة وصدق نفسه، هو يحاول جذب الانتباه فقط

بفرض استطاعه جمع 200 ألف دولار! ماذا أفعل هناك؟ هل الحياة تقتصر على صعودي المريخ؟

أوقن أن المريخ ليس صالحًا للعيش عليه من الأساس، وإلا لمَ خلق الله الأرض!

الأمر كله أظنه محاولة لاكتساب الشهرة

في الحقيقة يا صديقي مازلت أسدد ديون شقة القليوبية ولذلك لا يسعني أن أعدك بتوفير هذا المبلغ على أن رحلات المريخ لا تستهويني شخصياً فهي لن توفر أنشطة ترفيهية كالتجديف وركوب الأمواج أو القفز بالباراشوت، لست من هواة الفضاء الخارجي فليس هناك "مترو" أو "كارفور" ولا أطيق لبس الكمامة فكم وكم خوذة الفضاء!

لينعم "ماسك" ورفاقه بهذا الفضاء وليتركوا لما الأرض لعل حالها وحالنا يتحسن!

200 ألف و 500 ألف دولار مبالغ كبيرة جدا بالنسبة للأشخاص من الطبقات العادية وأقل، ولو حدث واستطعت جمع مبلغ مماثل فالأكيد أنني لن اصرفه على تذكرة نحو المريخ، هل هناك ضمانات كافية لسلامة الأشخاص أثناء قيامهم بهذه الرحلات أساسا؟ ليس بعد.

وبدل البحث عن بديل للأرض أعتقد أنه يجب عليهم أولا بدل جهد أكبر لانقاذها.

هل يجب أن يفعلوها من الأساس؟ هل بارت الأرض؟

هل سوف نجد في المريخ أناس لا يصنعون حرباً؟

وطيبون وبسطاء ولا يقتلون بعضهم البعض من أجل امتلاك المريخ؟

أم أن الحرب التي تدور هنا، سوف تحمل نفسها مع الأشخاص، وتدور في أرض المريخ هناك؟

هل سيتحمل المريخ هؤلاء القتلة؟

لم تبر الأرض بعد، لكنها سوف تبلع الجميع.

عن نفسي لا ولن افكر بالهجرة الى المريخ

حتى وان توفر لدي المبلغ وكان بحوزتي، فل افكر بوضعه في رحلة غير مؤمنة لا ذهاباً ولا اياباً من وجهة نظري !