كنت قد ركبت سيارة في طريقي إلى بيتي، جلست بجانبي زوجة وإلى جوارها زوجها وكان لهم ثلاثة أطفال

كانا زوجين أصمين أبكمين، يبتسمان بكل بساطة لأطفالهما الثلاثة الذين لم يتجاوز عمرهم ستة سنوات، يتحدثون ويلعبون بمرح ثم ينقلون ما يتحدثون عنه لأبويهم بالإشارات يقولون أبي خذنا إلى البحر من فضلك فيقول نعم بابتسامة لم أرى مثلها في حياتي، شعرت بالخجل أنني لا اعرف كيف احدثهم ولا ابلغهم ودي واساهم بشكل ما في إن تظل هذه الفئة مهضومة الحقوق ولكني أراقب الفتاة الصغيرة الأكثر شقاوة وهي تقوم بتمثيل العوم لأبيها وهو يقبلها بمرح، شعرت وأنا شخص بمقاييس الدنيا شخص مكتمل، كل حواسي تعمل لم أفقد منها شئ، لدي حد أدنى من كل احتياجاتي ولا اوزع الابتسامات كذلك الرجل الباش الوجه ...

تعلمت يومها أن احمد الله على كونه جعلني كاملة جسديًا لا شئ ينقصني، وتعلمت أن احمد ما عندي لا انظر لما ينقصني بألم، كما أنني فكرت كثيرًا في تعلم لغة الإشارة حتى اتعلم كيف اجابه كلامهم، تلك الإشارات التي اتقنها الصغار ويتحدثون بها ويكونون جمل يتواصلون بها وأنا البالغة العاقلة لا اعرف عنها شيئًا.