السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سأحكي لكم قصتي و سأكتبها لأني قررت أخذ قرار يخالف جداً المجتمع الذي أنا فيه .. إذ أني سألت الكثير ليدعموني في قراري ولم أجد أحد, و لكني قررت أخذ القرار بغض النظر عما يتبع ذلك من مخاطر , أريد المراهنة على أحلامي على أن أرهن حياتي لدى ما يمليه علي المجتمع (بغض النظر كان مجتمعاً عربياً أو أجنبياً فهذا لم يعد يهم على أية حال)..
سأبدأ بداية من القصة التي يعرفها الجميع اذ أنك من حين تفتح عينيك على الحياة تجد والديك يقولان لك ذاكر و انتبه لدراستك الآن لتنعم بالراحة في حياتك مستقبلاً (و هذه العبارة صحيحة بنسبة 100%) .. أمضيت حياتي متفوقاً في الابتدائي و الإعدادي و الثانوي (حيث كنت ادرس في السعودية فوالدي حفظه الله يعمل هناك و لكن بلدنا الأصل هي مصر) لم أضطر لأبذل أي مجهود في الحقيقة فأنا بطبيعتي أحب تعلم أشياء جديدة , كنت اقضي كل و قتي على الحاسب الآلي منذ طفولتي و حتى الثالث ثانوي .. (لم أتعلم برمجة او اساليب العمل الحر .. كان كل همي الألعاب و الهاك ),, هذه المقدمة التي تحتاجها لتستوعب باقي القصة .
ذهبت الى الجامعة في مصر , و لم تكن مناسبة لي 5 أيام في الأسبوع تحتاج يومياً من 8 ل 10 ساعات و لم أجد ما سمعت عنه لا تعليم جيد ولا أي شيء ذهبت السنة كلها واهتممت من اجل والداي , لم اكن اجد الوقت لأفتح الحاسب الآلي!! .. بنهاية السنة لم أستفد اي شيء من الجامعة و شكروا لي لأني انهيت السنة بتقدير جيد مرتفع ,, حاولت ان افعل مااحب في الاجازة ولكنها كانت اول مرة لي في مصر احضر أجازة صيفية لذلك مررت بالكثير من الالتزامات و لم استطع فعل شيء , خلال تلك السنة كنت دائماً اشتكي لوالدي سوء التعليم وأني لم أجد ما أريد فعله فكان يسخط علي و يقول لي ألست أنت من أردت تلك الكلية ؟؟ في الحقيقة هل يجب على الانسان ان يحب الكلية أم يحب المجال ؟؟ أنا أحب المجال لا الكلية فهي تضيع الكثير من الوقت ولا تناسبني !! .. بعد كثير من السخط من والداي لم أرد اغضابهما ..
السنة الثانية كنت احضر يومياً مع اني اكره كل يوم اذهب فيه إلى الجامعة , لان والداي يتصلون يومياً بأقاربي الذين اسكن معهم ليطمئنوا اني اذهب للجامعة في الحقيقة كانت اسوء ايام حياتي وندمت على الوقت الذي أضعته في الذهاب ... لم استطع فعل اي شيء و كرهت نفسي واكتئاب ,, و حقيقة لا أرى أن العيب مني كما يقول المنطق الذي يمشي عليه اغلب العرب ,,, نقول دائماً ان مفتاح التغيير بداخلك وانك السبب في كرهك للجامعة واكتئابك في حياتك ,,, و لكن أنا شخصياً أقول لماذا أكذب على نفسي واقنع نفسي ان التعليم جيد واذهب يومياً للجامعة لماذا يتوجب علي تغيير نفسي لأكون مناسباً للبيئة لماذا يجب أن انسى أحلامي وأعمل جاهداً في منظومة غبية ..
السنة الثالثة (انا فيها الآن) كالعادة انا احب والداي وفي بدايتها قلت سأحضر كل المحاضرات من اجلهما , و حضرت وحاولت ان احب المجتمع ولكن لم استطع لم أتقبل لا الدكاترة و لا المعيدين و لا الطلبة ... لم أحس أن هذا مكاني ... و طبعاً والدي يتصل كل صباح و كل مساء من دولة أخرى ليطمئن علي .. فلم يكن بيدي فعل شيء سوا الذهاب للجامعة ....
حالياً من اسبوعين تقريباً .. وجدت انه لم استفد شيئاً طبقت ما أراد مني والداي طوال السنتين و نصف ... لم أعد استعمل جهاز اللاب كثيراً تركت الألعاب و كل الاشياء التي احبها , لم استمتع حقاً في هذين السنتين و نصف ... أصبحت أحن إلى نفسي القديمة التي كانت شغوفة بالحياة ,,
سأبدأ لأول مرة في حياتي بمخالفة أوامر الوالدين حفظهما الله .. و مخالفة المجتمع .. تحدثت مع كثير من الناس لأعرض عليهم اني سأبدأ العمل على لعبتي الخاصة وأدرس مواد قليلة في الجامعة وأكمل باقي المواد السنة التي بعدها (آخذ السنة على سنتين حتى أفرغ لنفسي نصف اسبوع ) كلهم قالوا لي ستندم الخ ... كل شخص قال لي قرارك خطأ @
قراري بعد إعادة التفكير المجتمع العربي عبارة عن مجتمع لا يهتم إلا بالمناظر و الشكليات فالأهل يريدونك ان تأخذ جامعة بتقدير ( لكي يقولوا مستقبلاً ابننا متفوق ) , و الطلاب يريدون أن يتخرجوا من الجامعة ليقولوا مستقبلاً ( تخرجنا و معنا شهادة و لكننا لم نجد عملاً ) ,, الجميع يعلم بأن تعليمنا فاشل واذا اقترحت شيئاً خارج الصندوق كأن تقول سأؤجل سنة مثلاً , لأتعلم شيئاً مفيداً تجد الجميع يحاربك ويقول لك ستضيع سنة من عمرك !! أريد أن أفهم كيف ستضيع السنة هذه السنة سأعيشها اذا كتب الله لي فيها عمراً هل سنين حياتنا أصبحت تقاس بالجامعة (الجامعة منظومة اخترعها شخص اخر لنشر العلم , ليست سبباً للرزق ليست سبباً لتصبح شخصاً أفضل , ليست سبباً لتضيع اربع او خمس سنوات من عمرك للجامعة فقط) !! تضيع اربع سنوات تدرس في مناهج وضعها شخص غيرك !! من هذا الشخص لتثق به كل هذه الثقة هل هي قرآن منزل ؟؟ ,, و ماذا بعد اذا اهتممت بالجامعة و تخرجت بتقدير امتياز , هل سيتركك المجتمع لتفعل ما تريد لا أبداً , ستذهب للجيش وبعدها ستذهب للعمل و الزواج و ستصبح أحلامك محض ذكريات ( هذا ان تذكرتها أصلاً ) ,,
طبعاً هذا الكلام كما قلت سيراه الكثير خاطئاً ولكن حياة كل شخص تعتمد عليه لا تعتمد على جامعة او شهادة .
سأراهن على أحلامي مقابل شهادة الجامعة .. حلمي أن أفتح استوديو لصناعة الألعاب سأبدأ العمل على هذا المشروع من الآن و أراهن بكل شيء في حياتي عليه ...
سيقول البعض أغلب الناجحين أكملوا دراستهم الجامعية أو كانوا جيدين بها ,, أحب أن أقول ماهو تعريف النجاح بنظرك ؟! هل النجاح ان تصبح مرتاح مادياً و في وظيفة مريحة و معك مال؟؟؟
النجاح بنظري هو أن يكون هناك صورة لشيء تريد فعله و تفعل هذا الشيء تحديداً في المستقبل.
التعليقات