اليوم تذكرت موقفا مضحكا و محزنا في نفس الوقت طرا لي قبل سنة واحدة من الان و اردت ان شارككم اياه
كنت في نزهة قصيرة مع طفل من عائلتنا اتى لتوه من الخارج و هذه اول مرة يزور فيها المغرب و يرى تقافتنا العربية
فاذا بنا نمر بالقرب من بناية كبيرة و طويلة جدا و كئيبة انا لم اهتم بها لانني دائما امر بجانبها لكنه نظر اليها باندهاش طوال الوقت ثم التفت الي و قال لي بكل براءة "هل انتم هنا في المغرب تبنون السجون في اماكن عمومية و امام عامة الناس ؟" نظرت اليه بتعجب لاني لم افهم قصده و قلت له " عن اي سجن تتحدت ؟؟"
فاشار الى تلك البناية و عندما استدرت و نظرت اليها اردت ان اضحك على ما قاله لكنني عندما نظرت تانية الى البناية تملكني شعور حزين نوعا ما لان كل ما يقوله صحيح هذا المكان الكئيب و القديم و المزدري لا يصلح الى ليكون سجنا
هل حزرتم ما تلك البناية ... نعم بالظبط انها مدرسة ابتدائية اي انها مدرسة يدرس فيها اطفال يقل اعمارهم عن 12 او 13 سنة الذين يحتاجون الى فضاء جميل و مزين يدخل الفرحة الى قلوبهم و يحببهم الى التعلم و يجعلهم يستيقظون كل صباح فرحين و متشوقين الى الذهاب لمدرستهم . ليس مكانا بائسا كهذا و هذا ما جعلني افكر و لاول مرة عن مدى ازدراء التعليم في بلادي السعيدة و اظن ان هذا هو الحال في جميع وطننا العربي.
هه من الممكن انكم تتسائلون عن ما قلته للطفل ذو العقلية الاوربية لم اقل له اي شئ فقط ابتسمت له و اتممنا طريقنا ( لقد احسست بعدم الرضى و لاول مرة في حياتي تملكني ذالك الشعور و لم اخبره بانها مدرسة خصوصا انه طفل صغير و اذا اخبرته بالحقيقة ستكون اخر مرة ياتي الى هنا -سيظن اننا نعذب الاطفال في مثل سنه و ندخلهم الى ذاك السجن ههه- )
التعليقات