في أحد الأيام الحارة الصيفية , قبل حوالي العامين (2) ...كنت أقلب بين القنوات التلفزيونية عسى أن أجد شيئا يذهب عني الملل القاتل ....و بينما أنا كذلك حتى صادفت قناة "عراق المستقبل" و حينها كانت حصة "دروب الرجاء" على وشك البدأ.

و بما اني في قمة الكآبة , قررت أن أشاهد البرنامج ....فور بداية الحصة شدتني تصفيفة الرجل , كانت غريبة جدا و لكنها كانت مميزة و مضحكة قليلا ...و تقابل ذك الرجل امرأة و من الجلي أنها تعمل كمقدمة في ذك البرنامج.

و بعد الترحيب بالضيوف , شرعت المقدمة بتهنئة ذلك الرجل من كثرة الأحداث التي تنبأ بوقوعها سابقا ...و من كثرة شكره له حتى بدَت كما لو أنها تبجله.

أنا حينها استغربت من الطريقة التي تحدثت بها المقدمة , كانت تبدوا مشاعرها حقيقية جدا و حتى أن ذك الرجل كان يبتسم و يؤم براسه كما لو أنه يؤكد كل كلامها.

و بعدها بدا هو يضيف أحداثًا لم تذكرها هي , كدليل على التباهي و الافتخار.

و انا كنت أشاهد الحصة بذهول تام و مشوش قليلا ... من هذا لكي يتنبأ بأحداث ما كان أحد ليعرفها سوى الله.

كان اسم ذك الرجل أبو علي الشيباني , كان غريب جدا و شخص متباهي جدا بنفسه و يتحدث دائما بضمير المتكلم "أنا" ....في البداية وجدته شخصا متعجرفا و لكن مع مرور الوقت تغيرت نظرتي له , خصوصا مشاهدتي لتلك الثقة التي تعتلي أبو علي الشيباني.

و بعد الكثير من الحوار المبهم الذي تناوله الطرفان ( أي المقدمة و أبو علي ) و الذي تخلله مصطلحات غير مفهومة كمصطلح *"علم الجفر" *....لم افهم شيئا , عقلي لم يرضى الاستيعاب , حاولت بكل جهدي التفكير بحيله أو سبب كل ذا الثقة التي تعتلي الرجل و لكني لم أجد شيئا.

و بعد مرور نصف الحصة تقريبا , حان موعد استقبال اتصالات الضيوف .

كنت أتوقع منهم أن يطرحوا له بعض الاسئلة , كمثلا كيف يفعل ذلك , كيف تمكن من التنبأ بحادثة ما , ماا لذي سيحدث في المستقبل ....أو اي شيء على هذا المنوال.

و لكن في الواقع صدمت حينما سأله أغلب المتصلين عن طرق علاج أمراض مختلفة ..@_@

و ما فاجئني أكثر هو طريقة تقديم أبو علي الشيباني للعلاج , حيث يسأل المتصل أو المتصلة عن اسمه/ها و اسم والدتها , و من ثم يبدأ بكتابة عمليات حسابية على ورقة أمامه و في النهاية يعرض لها العلاج الموافق لها.

و بعد مرور نصف الوقت , انتهى وقت البرنامج لتودعنا المقدمة داعية لنا نور الهداية و كذا تدعونا لمشاهدة الحصة القادمة في الوقت المخصص لها.

... انا في ذك الوقت لبثت مكاني مصدوما , يعني كيف أن يتم استضافة شخص بهذه التصفيفة العجيبة و الأفكار العجيبة !!! و المشكل أن الناس تستشيره في أمور طبية و هذا ليس اختصاصه , او هطا ما ظننته.

...

بعد نهاية البرنامج , رحت فورا أبحث عن خلفيات هذا الرجل و عن ذك المصطلح الذي لفزه مرات عديدة في البرنامج "علم الجفر".

بحثت في غوغل , وق وجدت الكثير من المنتديات و المدونات تتحدث عن هذا الموضوع

كل ما أنقر على رابط , يظهر لي شيء بخصوص هذا العلم , لم يكن علما عاديا لقد كان علم يهتم بالتنبأ بالأحداث المستقبلية و كذا معرفة العلاقات العاطفية و مدى استمرارياتها.

حينما بحثت وجدت الكثير من الطرق لمعرفة ما إذا علاقتك باحدهم قد تطول أو ما إذا كانت ناجحة أم لا.

انا حينها لم اصدق أي من التراهات تلك ...و لكنه انتابني الفضول قليلا لتجربة احداهن

كانت القواعد هي أن تكتب اسمك و اسم حبيبتك و من ثم تقوم باحتساب القيمة لكل حرف و بعدها تضيف رقم "7" و من ثم تقسم المجموع على 9 و الباقي هو ما تحتاجه

و من ثو تقوم بالبحث عن مرادف ذك الرقم

و انا حين قبمت بتلك العملية الحسابية المشكوك فيها , طلع لي رقم 8

و مرادفه هو أنه ل تستمر علاقتي بحبيبتي و و ذلك لأنني سأفارقها و انتقل بعيدا عنها , أو هي تفارقني و تنتقل للسكن ي منطقة بعيدة جغرافيا ....و معنى الفراق ايض ينطبق مع الموت.

أنا حينها اعتبرت الامر سخافة , لأني طمحت أن أجد النتيجة 4 و ليس 8

فاربعة يعني ان العلاقة ناجحة ...

حينها انتابتني الغضب و في نفس الوقت السخافة !! ضحكت على نفسي ثم أغلقت المتصفح و نسيت الأمر.

بعدحوالي شهر و نصف فقط من ذك اليوم , غادرت ...نعم لقد فارقتني و انتقلت للعيش في العاصمة

كان أمرا صعبا جدا علي , لم اتقبل ذلك و لكن في نفس الوقت تذكرت ما قرأته في تلك المدونة ذك اليوم...

لقد عادت بي الذكريات لعلم الجفر

حينها تلاشت عدم اكتراثي لذك العلم , و ازداد فضولي أكثر و رغبتي في التعمق في هذا العلم العجيب.

عدت مجددا للبحث في النت , تعرفت أكثر على اسرار ذك العلم و تلاشت تلك الغيمة السوداء المبهمة عنه و لكن للاسف كل ما عرفته هو اسرار "الجفر الأصغر" و هي اسرار عن العلاقات العاطفية فقط لا غير.

و حينها تعرفت على مصطلحات جديدة و منها مصطلح "الجفر الأعظم", حيث هذا الجفر يهتم بتعليمك أسرار ترجمة القرآن الكريم و بهذا بغمكاننا الكشف عن الأحداث التاريخية.

و هو موجود في كتاب يشرح كل شيء عن اسرار كيفية التنبأ بنفسك عن احداث تاريخية و هو متوارث أبا عن جد من الصحابي علي الجليل و الذي بدوره حصل عليه من أنسال توارثوه من النبي يوسف و هو حاليا في أيدي المهدي المنتظر و الذي لم يعلن عن هويته بعد

....

حينها بدأت رحلتي في البحث عن الجفر الأعظم و هكذا سأتمكن من تفسير القرآن و الكشف عن أسراره و التحكم بالعالم بدون أن أنظم للماسونية أو منظمات غير دينية اخرى.

شعرت أخيرا بقوة القرآن و أنه يحمل الكثير من الأسرار و التي هي سلاح ضد أي ظالم على وجه هذا الأرض.

....

أشعر أنني أطلت كثيرا في تحدثي عن هذا الموضوع لهذا سأختصر لكم ما حدث بعدها

...

بعد شهور من البحث و التعمق في دراسة هذا العلم , تعبت من التقفي عن هذا الكتاب و الذي من الواضح أنهم لم يطبعوا نسخة pdf عنه

حل الحزن عميقا في ..و شعرت بانه تم خداعي

غضبت كثيرا على الساعات التي كنت اتعلم فيها تراهات هذا العلم التافه و حينها انتقلت لموقع جديد اسمه "أنا اصدق العلم" و الذي قرأت الكثير من مقالاته الواقعية و الغير مزيفة , ثم انتقلت لقرائة مواضع مقالات موقع الباحثون السويون" و بعدها بدات في قراءة الكتب و الروايات

...

صحيح أنني وقعت في الفخ حينها و لكن النتيجة بعدها أني صرت أصدق العلم و فقط و أفند كل الخرافات الأخرى

لهذا أنا لست نادما عل كل تلك الليالي التي ضيعتها في خرافات الجفر

و آسف على الإطالة و لكن أحدهم نصحني بنقل تجربتي هذه لكم حتى لا تقعوا اانتم أيضا في هذا الفخ الذي يستقطب الآلاف من الناس البسطاء ( أي الناس الجهلة التي لا تقتفي جديد العلوم و لا تؤمن بها)

و اعتذر ايضا إن كانت كلماتي غير منسقة جيدا فأنا مبتدئ في الكتابة و لم أصل لدرجة الاحترافية بعد.

و بما أن الموقع هو موقع نقاش : هل حدث شيء مشابه لك ؟ مثلا أصبحت تؤمن بالأبراج أكثر من اي شيء آخر ؟