الحكمة ليست في الصبر، بل في الفهم: لا حماقة في المرأة، بل لغـَـزٌ ينتـظـرُ فـَـكَّ طلاسمه

يُحكى أن رجلاً شكا لصديق حكيم: "زوجتي تتصرّف أحياناً بحماقة". فسأله الحكيم: "هل تعرف لماذا لا نستطيع قراءة كتاب مغلق؟".

هذه الإجابة تختزل جوهر العلاقة بين الرجل والمرأة. فالمرأة ليست "حمقاء" - هذه تهمة جاهزة يلجأ إليها العاجز عن الفهم. المرأة مختلفة في تركيبها النفسي والعاطفي، وهذا الاختلاف ليس نقصاً، بل هو اكتمال.

ما يسميه الرجل "حماقة" هو غالباً لغة مشاعر لم يفك شفرتها، أو حكمة عاطفية لم يستوعبها. المرأة ترى بعين القلب ما لا تراه عين العقل المجرد. منطقها مختلف، لكنه ليس أضعف. بل هو تكامل مع منطق الرجل، كالليل والنهار، لا ينفي أحدهما الآخر بل يكملانه.

الرجل الحكيم لا يصبر على "حماقة" المرأة، لأنه ببساطة لا يراها. إنما يتعلّم لغتها، ويوسّع مداركه لفهم منطقها المختلف. البيت السعيد هو الذي يتسع لاثنين مختلفين يكمل أحدهما الآخر.

فكما قال الحكيم: "المرأة بحر من المشاعر والأسرار، والرجل الناجح ليس من يسبح في هذا البحر، بل من يتعلّم الغوص في أعماقه لاكتشاف كنوزه".