رغم أننا نعيش في عصر المعلومات فمازال الكثير من المواضيع الحساسة تُعامل كأنها أسرار محرمة، وما زلنا نترك أبناءنا يتعلمون عن أجسادهم من الإنترنت.
لماذا لا نكون نحن المصدر قبل أن يسبقنا الآخرون؟
لقد كنت أُصلي منذ العاشرة تقريبًا، و عند بلوغي، أتذكر شعوري بالقلق والتوتر، ولم أكن أعرف ما هذا؟ أو ماذا أفعل؟ هل أسأل والدتي أم والدي؟ فلم يُخبرني أحد من قبل بشيء يُسمى البلوغ أو متى يحدث، لم أكن أعرف ما هو الاغتسال؟
وبعدها كنت أُصلي فروضي دون اغتسال، حتى ظهر لي مقال على الإنترنت عن الاغتسال، فجذبني العنوان وقرأته.
ولولا هذا، فلربما بقيت سنوات أُصلي دون اغتسال.
وإذا لم يعلمني أحد بديهيات جسدي فبالتالى لا أعرف شيئًا عن جسد المرأة.
في الصف الثالث الثانوي، ظهرت لي بعض المنشورات على "الفيسبوك"
بها كلام مثل: "النسوان بتدلع وقت الدورة"، "الدورة مش بتسبب أي ألم"، وبعض هذه الكلمات التى تنتقص من المرأة.
فبحثت عن معلومات حتى أفهم ماهية الدورة الشهرية.
لذلك ، لا أندهش عندما أقرأ كلام بعض الفتيات عن عدم مراعاة أزواجهم لظروفهن وقت الدورة الشهرية.
ويقول بعض الأزواج إن أمهاتهم لم تكن تظهر أي ألم طوال الشهر فلماذا تقول زوجته أنها تتألم، ويبدأ في اتهامها بالتقصير والدلع.
وهو في الغالب لا يعرف أصلًا ماذا يحدث وقت الدورة، وربما لم يُشرح له، ولم يهتم أن يبحث عن الموضوع.
فكيف نطلب من أب لم يتعلم أساسيات جسد شريكته أن يُعلم ابنه؟
والمسألة الأهم هي ضياع الثقة بين الأبناء وآبائهم. لأن المعرفة حين تأتي من مصدر عشوائي، لا تأتي وحدها،
بل معها أفكار ومفاهيم قد تفسد عليه حياته،
فلا تنتظر حتى يبحثوا عن إجابات خاطئة.
وهنا يكون الاختيار بيد الآباء فإذا لم تُخبر ابنك، سيُخبره الإنترنت... فهل أنت واثق بمن تختاره معلمًا له؟
التعليقات