اهلا بكم في الجزء الرابع من حكايتي وكالعاده اتمني منكم أن تدعو لي للحصول علي معدل جيد خلال هذه السنه .

من عمق الألم نحيا

لسنا أبناء اللحظات السعيدة وحدها، بل أبناء الانكسارات، والخذلان، والنهايات المُرّة.

نحيا حين نتألم، لأن الألم وحده يُعرّينا من الزيف، يكشفنا أمام أنفسنا، ويجبرنا على مواجهة ملامحنا الحقيقية.

في كل مرة سقطنا فيها، كنا نظن أنها النهاية. لكننا لم نكن نعلم أن الألم نفسه هو اليد التي دفعتنا لنقف، أن الجراح التي آذت أرواحنا كانت تُربّينا بصمت، وتصنع منّا شيئًا لم نكن نجرؤ على تخيّله.

من عمق الألم، خرج أقوى الشعر، وأصدق الروايات، وأعمق الفنون، وأجرأ القرارات.

كنت أظن أن حياتي توقفت في لحظه معينه كنت أبكي كل يوم وألوم القدر.

واقول لماذا انا؟!

ولماذا كل هذا الاألم؟!

عندما انتقلت من بيتنا القديم الي هذا البيت فقدت نفسي أصبحت شخصا لا أعرفه ولا أدري من هو.

كنت حينها في الصف الثالث الأعدادي وكان اهلي دائما منشغلين عني ، كانت أمي تساعد ابي مؤخرا في مخبزه الخاص الذي بناه تحت بيتنا الجديد.

ورغم فرحة اخوتي بالبيت الجديد والحياه الجديده التي أصبحنا فيها كنت لا أجد أي متعه ولا أي فرح كنت حقا لا أعلم مابي.

كنت كل يوم انغمس في عالمي الخاص الذي صنعته من وهم ، تعرفت علي الكثير والكثير من الأصدقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي ،وكل احد تعرفت عليه اضاف جزء منه داخلي وللاسف كانت الأجزاء التي تضاف الي أجزاء سيئه جدا ،فأصبحت أقول ألفاظ غريبه، وأفكر بتفكير غريب أيضا أصبحت أحب أشياء كنت اكرهها من قبل ،وكل يوم كنت ابتعد .

أبتعد عن نفسي .

أبتعد عن اهلي.

أبتعد عن ربي.

أصبحت شخص جديد ولا أحد يعرفه ،ولكن أتعرفون ما الغريب حقا؟!

أن أهلي لم يشعروا بأي تغير حدث لي .

هل لأنني كنت ممثله بارعة؟!

ام هم لم يصبح لديهم حتي الوقت للنظر إلي؟!

كنت أعلم أنني أسير في إتجاه خاطئ وأنه سيسلب مني كل شيئ ولكن حقا لم أكن أعرف كيف أخرج من هنا .

أصبحت لا أذهب لدروسي.

ولم اعد اتحدث مع أي أحد من أصدقائي ولا أزور حتي اقاربي.

حتي الأعياد لم تعد تعني لي شيئا .

فقدت الاحساس بالوقت وبنفسي وبتفاصيل الحياه.

كل يوم كان يمر علي لا أعرف ما تاريخه ولا أعرف أي يوم نحن .

أحيانا كنت أحدق في المرآة ولا أرى سوى شبح... كأشباح ممثلي أفلام هوليود، لا ملامح، لا روح، فقط ظل لإنسان كان موجودًا يوما

لم يعد يهمني مستقبلي ولا حياتي القادمه ،لم أعد افكر في غدا وماذا سيحدث فيه ،لم أعد أفكر حتي في نفسي .

كنت دائمه السهر حتي انني كنت احيانا لا انام لثلاثه ايام متتاليه .

وعندما أنام كنت اختنق كأن يوجد شيئ يكتم انفاسي كنت أري في منامي أشياء سوداء تحاوطني ،حتي أنني حلمت مره أنني كنت انزل من علي سلم البيت ورأيت امرأه يوجد بها شعر غزير وتقترب مني كنت أحاول الصراخ من أعماقي ولكن لا شيئ كان يخرج لا صوت لي كأنني أصبحت بكماء حتي انها امسكتني وفتحت كيس كبير كان بيديها ووضعتني فيها .

عندما استيقظت من هذا الكابوس أصبحت اخاف أن أنام وكنت كل يوم عندما ينام اهلي أجلس في الشرفه وانظر الي نجمي اللامع كنت اسمي هذا النجم ب " ادهم" علي اسمي بطل روايتي المفضله كنت احيانا احكي معه وابكي في معظم الاحيان الاخري وكل يوم كنت انتظر ظهوره فهو كان نجم مميز جدا كان اكثر نجم مضيئ في السماء وكنت اغار احيانا من اقتراب النجمات منه هههه كنت اراه صديقي الوحيد الموجود في عتمه حياتي.

وأصبحت حياتي روتينا يوميا لا يتغير بكاء في الصباح بكاء في الليل وفي المنتصف ضحكات وابتسامات للأهل حتي لا يشعرو بالتغيير او حتي أنني كنت اكذب في هذا حتي لو بكيت كنت أعلم أنهم لم يشعرو بي وسيقولون كالعادة "كفايا دلع"

أصبحت لا أشتكي ولا أبكى امامهم ولا اطلب منهم أي شيئ .

حتي جاءت الحلقه التي ستكون مفقوده هنا ولم احكيها حلقه غيرت كل شيئ بي وحتي بأهلي وللعلم أن حياتي لم تتحسن سريعا بعدها بل كنت في دوامه اسوء بكثير من قبل.

ودخلت امتحانات هذه السنه وانا لا أعرف اي شيئ عن المواد حتي أنني لم ابذل اي مجهود لأعرف ما محتويات هذه المواد.

وانتهت امتحانات الترم الأول وحصلت علي اسوء مجموع في حياتي الدراسيه كلها حتي أنني استعجبت وليس من سوء درجاتي بل من نجاحي اساسا.

وجاءت امتحانات الترم الثاني ولم أكن أعرف اي شيى ايضا لأنني كنت في إكتئاب حاد ولكن كان اكتئابي مختلف جدا كنت اضحك دائما بهستيريه شديده لم اعد أبكي كنت امزح مع الجميع وأقلب اي شيى محزن الي شيئ ساخر للضحك .

حتي ظهرت نتيجتي وحصلت علي معدل جيد جدا وهذا غريب جداا حتي أنني كنت أود أن أقوم بعمل تظلم للعلم كيف نجحت وجأت بهذا المعدل وللعلم أن معظم الاقارب كانو في حاله شماته ليست عاديه حتي أنني اتذكر أحد أقاربي قال لي "يعني ابني يذاكر طول السنه وانتي تجيبي ضعف مجموعه طب ازاي"

قبل امتحانتي كان الجميع ينتظر لحظه سقوطي في هذه السنه

حتي امي كانت تقولي لي"لو جبتي ملحق امتحنيه وإدخلي صنايع " ولكن خيبت املهم ودخلت ثانوي ههه حقا حياتي كانت عباره عن فوضي .

أعلم أن حياتي مازالت فوضي لكنني اليوم احكي.

ومن عمق الألم أحاول أن أحيا.

فما زالت في حكايتي فصول لم احكيها بعد ،وما زال في القلب كلام كثير .

أراكم في الجزء القادم