لا تقل لي انها سيئة، فلن تقنعني ان هذا العالم يستحق اشخاص جيدين، فقط اخبرني كيفية تغيير شخصيتك الى المكافيلية والعيش بها..
ماهي الشخصية المكافيلية، كيف تصبح كذلك ؟
في رأيي أن معايير التحول للشخصية الميكيافيلية هي غياب الإيمان بأي خير موجود في البشر وتصرفاتهم، حينها فقط قد تود النظر لهم كأدوات يمكنك استخدامها للعلو في السلطة أو المال أو غيرها، لكن إجابة سؤال هذا العالم يستحق أشخاص جيدين أم لا فهي شخصية للغاية، قد تكون تجربتك في الحياة سيئة كفاية للظن انهم لا يستحقون، وجهة نظري انا أن الجنس البشري كان ومازال وسيظل يحمل نزعة إجتماعية للخير كما بداخله نفس النزعة لإيذاء الآخرين، وتلك العشوائية لا تتطلب نوع واحد فقط من الشخصيات.
بالمناسبة تكلمنا عن فيلم nightcrawler الذي هو بطله ليس فقط anti hero بل شرير خالص وتمثيل حرفي للشخصية الميكيافيلية. يمكنك الإطلاع عليهم من هنا:
لتعيش كشخص مكيافيلي حقيقي، عليك أن تتقن لعبة القوة والسيطرة، لكن عليك أيضاً أن تفهم حدود اللعبة. القوة الحقيقية تكمن في التوازن بين إظهار الطيبة وإخفاء النوايا الحقيقية. إذا كنت ملتزماً بهذه الفلسفة، فستجد نفسك تتحرك بثقة في عالم مليء بالتحديات
بصراحة لا أعلم ما مررت به حتى تسعى لهذا الهدف، وبالتأكيد لن أذكر لك طرق تحقيقه حتى لو كنت أعرفها من الألف للياء، حتى لا أحمل ذنب مساعدتك في ذلك، أما العالم الذي وصفته بأنه لا يستحق أي معاملة طيبة فولله يا أخي هو ليس كذلك.
قد تكون أنت مررت بتجارب صعبة، أو صدمات سببت هذا السخط على العالم ودفعتك للتحور لهذا النمط، ولكن صدقني ما تسعى له لن يزيد الوضع إلا سوء فقط، فحاول أن تدفع الطاقة السلبية بداخلك لأي سلوك إيجابي وأن تسمح لنفسك بتفريغ التجارب السلبية.
إن تبني مبدأ الميكافيلية، مهما كانت دوافعه، هو في جوهره قبول بفكرة أن النجاح الشخصي يتطلب التفوق على الآخرين بأي ثمن، بما في ذلك التضحية بالقيم الأخلاقية. لكن، ما يجب أن نفكر فيه هو: هل هذه الطريقة في العيش فعلاً تقود إلى حياة مستدامة وسعيدة؟ وهل تكاليفها على المدى الطويل مبررة؟
في الواقع، هذا المبدأ يخلق بيئة مليئة بالازدواجية والخداع. الشخص الميكافيلّي قد يحقق النجاح المؤقت من خلال manipulations والتلاعب بالآخرين، لكنه يخسر الأمانة والصدق في علاقاته، مما يسبب له فراغًا داخليًا وعزلة. الأشخاص الذين يرتكبون الأفعال الميكافيلية غالبًا ما يجدون أنفسهم معزولين عن الآخرين، لأنهم فقدوا الثقة والاحترام المتبادل.
عندما نعيش وفق مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة"، نفقد القدرة على التمتع باللحظات الصغيرة من الحياة، مثل الثقة المتبادلة والعلاقات الصادقة، التي تجعل من الحياة رحلة ذات قيمة. نعم، قد تكون هناك لحظات من التفوق الظاهري، لكن الحياة الحقيقية هي التي نبني فيها روابط حقيقية مع من حولنا، وليست مجرد سلسلة من الانتصارات التي تأتي على حساب الآخرين.
قد يبدو مبدأ الميكافيلية مغريًا للبعض باعتباره طريقة للوصول إلى القوة والنفوذ، لكن على المدى البعيد، هذه الطريق قد تكون مدخلًا إلى معركة دائمة مع العزلة الداخلية وفقدان قيم أساسية مثل الأمانة والاحترام.
التعليقات