النموذج ...اما ان ترفعك بيدك انت

من المفترض أننا كبشر نعيش نتعلم طوال حياتنا، والمهم أن تكون عملية التعلم يصحبها تطبيق عملي من خلال تطوير عملية تفكيرنا ومنهجيتنا بالحياة، فمن المفترض مثلا إن كنت تعرضت للاستغلال من بعض الناس بسبب طريقة تعاملي، من المفترض أن أعيد تقييم طريقتي وتعديلها حتى لا احصل على نفس النتيجة بكل مرة، أما من يكون لديه جمود فكري، وهذا موجود فعلًا للأسف عند البشر، تجده يكرر أغلاطه ولا يتطور بحياته

علمياً قرأت عدة دراسات تثبت أن استخدام نفس النموذج لمعالجة حدث أو موقف أو مشكلة معينة يؤدي باستمرار إلى نفس النتيجة في ظل ظروف تخضع لرقابة شديدة، وبهذا أصلاً ينشأ العلم، بتغيير أمور لا تتغير بنفس العوامل، وهذا ما قاله بعدة مقالات آلبرت آينشتاين وهو نفهوم على بساطته إلا أن كثير من البشر غير مقتنعين به، على سبيل المثال، في التصنيع، ستنتج الآلة التي تنتج أجزاء متطابقة بنفس المواصفات والبيئة مخرجات مشابهة في كل مرة، حتى خوارزميات البرمجيات أيضاً سيؤدي تشغيل نفس الكود مع نفس بيانات الإدخال على نفس تكوين الأجهزة إلى نتائج متطابقة في كل مرة. هذا المبدأ أكيد وحتمي، تطابق المدخلات تؤدي إلى نتائج متطابقة بالمخرجات. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن تطبيقات العالم الحقيقي قد تقدم متغيرات مثل التغيرات البيئية أو الأخطاء البشرية أو التناقضات المادية والتي يمكن أن تؤثر على النتائج. أقول وأذكر بهذا حتى لا نشكك نهائياً بصحة هذا المعيار.

إن الابداع والابتكار ليس حكراً فقط على التطبيقات العملية، وإنما أيضاً على التطبيقات الفكرية، فكما أن العلم يخضع للإبداع والابتكار فكذلك أيضاً التفكير، وهل الإبداع في العلم إلا نتاج إبداع وتطوير في الفكر؟

فلماذا إذاً نركز كل تطويرنا وإبداعاتنا في أشياء لا شك ستنفعنا، وننسى أن نطور من أنفسنا، تفكيرنا، طرق تعاملنا، حتى يتسنى لنا أن نفيد أنفسنا في المقام الأول وبالتالي نستطيع أن نفيد الناس من حولنا.

"سأظل أحاول حتى أصل إلى أفضل طريقة" ألم يكن هذا منطق العلماء من قبل؟

ألم يحاول أديسون تسعاً وتسعين مرة قبل أن يصل إلى الأفضل في المائة؟

هل ظل على نفس النمط؟ كان سيحصل على نفس النتيجة.

قرأت ذات مرة على أغلفة إحدى الكراسات جملة "من الغباء فعل نفس الشيء وانتظار نتائج مختلفة".

لذا كن ذكياً في تطوير نفسك، ولا بأس من أن تحاول وتفشل، لإنك حتماً ستصل.

ام القلب يعرف بدقة متناهية الاختيار الذي اذا سلكه لن يضيع ابدا ولا يخدعه ستار الموقف

هذا تفكير عاطفي جدا، فالقلب لا يعرف هذه الدقة، إلا في ضخ الدم إلى جسدنا أم عن الاختيارات فالقلب يقود في أوقات كثيرة إلى الهاوية، بسبب ما نتبعه من الهوى، أما العقل فمن ينميه بالمعرفة والخبرات والتمرس في الحياة فسيكون عقله هو الحصن المنيع الذي يمكنه من النجاح في تخطي العديد من الأزمات بالتفكير المنطقي حتى لو كان القلب أو هوانا صائب فبدون الرجوع إلى العقل ليتم الحكم النهائي فسنكون عرضه أكبر للخداع سواء من الأخرين أو من أنفسنا ذاتها.