ولنفترض جدلا أنه في أسوأ حالاته، فهل من المحتمل، من الناحية العلمية، العيش عشر سنوات، وليس خمس؟
هل هناك علاج من سرطان الجلد؟
أولا، أدعو الله أن يشفي جميع مرضى المسلمين من هذا الداء، ثانيا، من الناحية العلمية التقديرات تعتمد على الأعراض المصاحبة للمرض، وإحصائيات محددة، وليس توقعات عشوائية، مع أننا كمسلمين لا يجب أن نصدّقها أو أن نستسلم لها، لأن الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى.
لكن بشكل عام، فإن مرض سرطان الجلد له عدة أنواع، والأنواع الأكثر شيوعا تشمل سرطان جلد الميلانوما أو سرطان الخلايا الصبغية، الخلايا القاعدية، الخلايا الحرشفية وسرطان خلايا ميركل، وعند التشخيص بسرطان الجلد، فإن الخطوة التالية هي تحديد مرحلة الإصابة. ويحدد الأطباء إذا ما كان السرطان قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم بطريقة التدريج، وهي طريقة شائعة بسرطان خلايا ميركل تحديدا كونه الأكثر عرضة للانتشار، في حين لا يلجأ الأطباء لطريقة التدريج مع سرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية، كونها قابلة للعلاج بسهولة ولا تنتشر عادة.
ويكون السرطان عالي الخطورة حينما ينتشر في المستويات السفلية من الجلد أو في المنطقة حول العصب، أو حينما نجده يظهر على الشفاه أو الأذنين، وحينما يراه الأطباء عبر المجهر يبدو غير طبيعي تحته، وكل هذا يدخل ضمن التشخيص ومعرفة التقديرات المناسبة، وكل شيء بيد الله سبحانه وتعالى قبل أن يكون بيد العلم.
أولًا، أتمنى أن تكون بصحة وعافية،
ثانيًا، لا يمكن أن نحكم على السرطان دون معرفة كل حيثيات المرض، نوعه، انتشاره (مرحلته أولى، ثانية، ثالثة، رابعة)، نوع العلاج المناسب للحالة، عوامل كثيرة تساهم في معرفة تطور حالات السرطان، طبعًا العلاج الأول والأخير هو بإرادة الله، ثانيًا العامل النفسي يلعب دورًا هامًا في مرحلة العلاج وتقبًل الإنسان للمرض، وأخيرًا، مشكلة هذا المرض هو فقدان الأمل واليأس، وأنا أتفهم ذلك لأنه لا يمكن توقع اي نتيجة محددة طوال الوقت، ولكن صدقني الشفاء والعلاج متواجد في حالات كثيرة جدًا، ومن خلال معرفتي بحالات مختلفة، بعضهم كانوا مصابين بأنواع سرطانات خبيثة في المخ والأمعاء، وهم سالمين ومعافين الآن، لذا لا تفقد الأمل، أجعل إيمانك قويًا بالله.
لماذا تحدثتي معي بصيغة المخاطب؟ فحتى لو أصبت بالسرطان لن اعترف بذلك إلا من باب المباهاة، فأنا أحب التحدي، وأكره التعاطف. أنا لست من النوع الذي يهاب الموت أو قد يصيبه اليأس بسببه، حتى لو أصبت بالسرطان، لو قابلتني لمدة خمس دقائق في الواقع، سوف يتأكد لكي تماما أنني شخص لا أكترث بأي شيء، ربما عدا تحقيق بغض الأغراض، فلو افترضنا أنني سأموت غدا، سوف أكون مهتم فقط بأن انجز ما علي إنجازه اليوم، لا أكثر. بالنسبة لشخص مثلي، وعلى افتراض أنني أصبت بالسرطان، الموت فيه الكثير من المتاع أيضا، وهذا ليس يأس، بل المسألة أقرب إلى أن الوضع مقبول. فأصلا الناس تتغافل أنها سوف تموت، لأن عمر الإنسان قصير جدا، ولا يمكن أن يتجاوز المائة عام إلا في أحوال نادرة جدا، فطالما مآلنا المحتوم هو الموت، لن تفرف ساعة عن سنة عن قرن. على كل حال يطيب لي الحديث دائما عن الموت، سواء في تجاربي الشخصية أو الغيرية.
لي كتاب عن الموت سوف أنشره في تدوينة مستقلة.
جوابا على سؤالك باختصار نعم ممكن من الناحية العلمية أن يعيش الإنسان لعقود إلى أن يتوفى لأسباب الشيخوخة الطبيعية بعد إصابته بسرطان في مراحله الجد متقدمة.
مسألة الخمس سنوات هي مسألة إحصائية فقط ولا تتعلق بكل حالة على حدة, بمعنى أنه في الإحصاءات نجد أن المصابين بنوع محدد من السرطان في مرحلة ما من مراحله ومع تلقيهم العلاج يعيش منهم 60% أزيد من خمس سنوات, وهذا يعني أن 40% توفوا,وبالتالي لا يمكن للعلم أو لأي شخص منا أن يتنبأ هل هذا الشخص أو ذاك سيكون من الستين بالمائة أو من الأربعين بالمائة.
أسوء مراحل السرطان بكل أنواعه هو المرحلة الرابعة التي تنتشر فيها الخلايا السرطانية من مكانها الموضعي لكامل أعضاء الجسد الحيوية فتنتقل عبر مجرى الدم واللمف من الجلد مثلا للكبد والرئة والعظام والدماغ... وبالانقسام السريع لهذه الخلايا السرطانية لتشكل أوراما يتلف العضو الحيوي مما يسبب الوفاة, وهي مرحلة جد حرجة ونسبة الوفاة قبل خمس سنوات مرتفعة للغاية ولكنها لا تساوي 100% لأن قلة تنجو وتعيش حياة طبيعية بسبب خمود هذه الخلايا وتوقفها عن النمو فجأة لسبب من الأسباب ولا يمكن للعلم معرفة لماذا وكيف ومتى يدخل السرطان مرحلة الخمود بعد انتشاره الواسع في كامل الجسم, وأحيانا يتوقف الورم عن النمو لأشهر ليعاود النمو مجددا أو لسنوات أو لعقود إلى أن يتوفى المرء بأسباب أخرى..الأمر بيد الله.
التعليقات