موعدنا غدا .. هذه الجملة بالنسبة لي ليست عادية أبدا! بضعة حروف راسخة في ذهني، وتطفو من حين لآخر على سطح ذاكرتي، لتزاحم الأفكار والكلمات والذكريات

أصل الجملة أنها عنوان لمجموعة قصصية للطبيب والروائي المصري "نجيب الكيلاني". ولست أذكر على وجه التحديد متى قرأتها للمرة الأولى، لأنني متأكد أنني قد قرأتها مرات كثيرة ولم يكن سني حينها يتجاوز العاشرة... أحاول تذكر تفاصيل القصة القصيرة بالذات التي أخذت عنها المجموعة عنوانها،

لكن ذاكرتي لا تسعفني. كل ما بقي في ذهني هو الجملة إياها ...

موعدنا غدا!

تأتيني الجملة عند المواقف الأكثر حدية، عند الغضب والحزن واليأس.. وعندما أقف على عتبة باب موصد أو يوشك أن يكون كذلك، وحين أقف على شفا جرف هار، وحين تكاد قدمي تزل بي إلى واد سحيق.. وحين تريد كل جدراني أن تنقض أتذكر فجأة أن موعدنا غدا ... مع الفرح، والنجاة، والأمل

والغد ليس معروفا تماما أهو بعد يوم؟ أسبوع؟ وربما سنوات أو أكثر ؟.. وفقا لنواميس الكون وقوانينه الدقيقة، هو "الغد" لأنه آت يقينا وتحقيقا.