يقولون إني متقنة لـثلاث لغات، العربية لكونها لغتي الأم، والإنجليزية، والتركية. أُتيحت لي فرصة العمل بالترجمة الكتابية لبضع سنوات، بينما كنت أعتقد دائمًا أن الترجمة الفورية تحتاج مني إلى خبرة ومهارة أكبر، حتى ولو كان المجال نفسه وهو الترجمة التي اعتدت عليها.

كان هذا إلى أن قررت منذ فترة قصيرة الخروج من منطقة راحتي وخوض أول تجربة ترجمة فورية في حياتي، ولكن يؤسفني القول إنها كانت تجربة سيئة. لقد ارتكبت عددًا من الأخطاء التي لو أُتيحت لي الفرصة لتكرار التجربة لانتبهت إليها:

  • أولًا: المعروف عن الترجمة الفورية أنها -غالبًا- تتضمن مصطلحات متخصصة حسب المجال المطلوب الترجمة فيه. عن نفسي، كان مطلوبًا مني الترجمة أثناء عقد صفقة بين رجل أعمال أجنبي والشركة التي ستورد له. لاحظت أنهم يستخدمون مصطلحات مجال عملهم والتي أنا بالطبع لم أكن علم بجزء كبير منها. كانوا يستخدمون أسماء الماركات والمنافسين بكثرة، ومالي أنا بكل هذا؟!

أمزح. لو كنت أعلم هذا لكنت أكثرت من الاطّلاع على السوق الخاص بمجال العمل قبل خوض التجربة.

  • ثانيًا: لم أقم بالحديث مسبقًا مع الأطراف التي كنت سأتوسط الترجمة بينهم، ولم أسأل عن تفاصيل الصفقة. لم أقم حتى بعمل أي محادثة لكسر الجليد قبل بدء العمل. فجأة اكتشفت أنّ الأمر كان معقدًا أكثر مما ظننت وأنه كان بينهم تعامل سابق ومشكلات وسوء تفاهم كبير جراء تجربة تعاون سابقة. خطأ شنيع نعم. ولكن لحظة، لماذا لم يخبرني أحد بهذا؟!

حتى لا أطيل على القارئ، وأقسو على نفسي بإعادة تذكر هذه التجربة الكارثية، يمكنني اختصار غلطاتي في عدم الإعداد الجيد للمشروع، أو عدم الإعداد مطلقًا بطرح الأسئلة والبحث والوسائل الأخرى الممكنة.

ما الأمور الأخرى التي لو كنت في مكاني لكنت ستطبقها؟ وبماذا تنصحني إذا كنت سأقرر الاستمرار في مجال الترجمة الفورية؟