بسم الله الخالق الرازق

أما بعد :

أصعب شعور مررت به و لنقل أنهما شعوران إثنان فالأول أنني تعلّقت بقلبٍ جعلته بمثابة الهواء لقلبي العطشان الذي ينبض بالشوق له كلما تذكره عقلي و هو لم ينساه أصلا ، ذقت حلاوة المحبة و سهرت ليلي الطويل و أضأت من دمعي له قنديل و أشعلت من بقايا قلبي فتيل ، كان آخر من أفكر فيه قبل النوم و أول من أفكر فيه كل يوم ، حتى و إني رجل فعبراتي لم تكن تشاورني و أشجاني لم تكن تحاورني ، حتى خلت أن الحياة بدونه ضياع و أن قلبي ضاع ، فعصفت بي رياح الأشواق و تعرّت شجرتي من الأوراق ، حتى الحمام أبى النوح فوق أغصانها ، وحتى الطيور كتمت أشجانها ،

و المضحك المبكي أن هذا القلب لم يكن يراني إلاّ لحظة عابرة و سحابة صيف و أثر طيف كان يراني متطفلاً على حياته ، أقرأ الشعر برواياته لكنه كان سراباً يحسبه الظمآن ماءًا ،

نعم أصعب شعور أن تحب قلبًا تراه أغلى ما تملك و لا يراك إلا لحظةً عابرةً في حياته

و الشعور الثاني أنني أدركت أنني مصدر إزعاج له ، ففي حياتي لم أتصور أن أصل لمرحلة يتجاهلني فيها الناس و يتمنون غيابي و زوالي ،

نعم فأصعب شعورٍ هو حين تدرك أن رحيلك أجمل من بقاءك ، وقد كنت تظن أنك تُحسن صُنعًا