الخوف كيف اتخلص من خوفي وكيف اخلص الناس من خوفهم ؟

الشعور بالخوف هو شعور طبيعي، ويأتي كاستحابة للتعرض لتهديد معين وبناء على هذا الشعور نبدأ في أخذ احتياطاتنا، وبدونه سنقع في مآزق كثيرة، وبالتأكيد كلنا نشعر به بمراحل متفاوتة، هناك من يخاف الظلام أو الوحدة أو المستقبل والمجهول، المهم ألا يكون هذا الشعور عائقًا للمضي قدمًا، أما إن زاد فهذا يعد مرضًا وقد يتحول لفوبيا معينة مثل الذي يعاني من فوبيا الخلاء، أو قد يكون عرض لأحد الأمراض النفسية مثل الاكتئاب وهنا يجب معالجته وعدم إهماله حتى لا يصبح عائقا ويتفاقم المرض.

لا أعتقد أن الخوف يمكن التعامل معه بهذه السهولة ، خصوصًا أنه شعور طبيعي كرد فعل على المواقف المخيفة نسيبًا للأشخاص ..

أما فكرة محاولة التقليل من أثره تمكن في المواقف البسيطة ، أما أني أتخيل طائرة تقصف بصاوريخها فوق بيتي وأتعامل مع الأمر لا يمكننا تعامل بالأساس

أما في حال كان خوف من شيء محدد كالفوبيا من الأماكن المرتفعة يمكن تعامل بمواجهة التدريب إدراك الدوافع النفسية التي عملت على تشكيل هذه العقدة

في وقت سابق لم أكن متصالحة مع مشاعر الخوف وكنت أفكر كما كتبت أعلاه "كيف أتخلص من هذا الخوف؟" و أسرف في استخدام جمل كـ "لاشيء يخيفني" وهو إدعاء باطل فمشاعر الخوف كغيرها من المشاعر الفطرية الطبيعية التي يحيا بها الإنسان، لا يمكننا القضاء عليها حتى ولو أردنا ذلك، ألسنا جميعاً نتشارك الرغبة في اختفاء الحزن والقضاء عليه ؟ ولكن بطبيعة الأحوال هذا غير ممكن الحدوث لذلك الأولى في التعامل مع الخوف هو التصالح مع فكرة وجوده، عدم كبته أو محاولة الهروب منه أو تجاوزه بالطرق الخاطئة، أن نلجأ إلى مصدر الأمان الذي يريحنا ويخفف خوفنا، لن أنصح بمشاركة المخاوف لأنني لا أؤمن بجدوى مشاركة الخوف مع أحدهم بل أفضل الإحتفاظ به كسرّ الروح .

ولكن من جهة أخرى لا ينبغي أن نجعل الخوف يكبلنا عن المضي قدماً في هذه الحياة، لا ينبغي أن نبالغ في تعاطينا مع خوفنا بالشكل الذي يعيقنا .

وأتطرّق هنا إلى نقطة أخرى في غاية الأهمية، وهي نوعيات محدّدة من هذا الخوف، مثل القلق العام أو الاكتئاب المزمن. مثل هذه الأنواع يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، وأن نكون على قدر من المسؤولية يعيننا على طلب المساعدة بالقدر الكافي وفي الوقت المناسب.

وأذكر ذلك لأن الكثير من الأشخاص لا يدركون مدى أهمية طلب المساعدة في الوقت المناسب عند المعاناة من مثل هذه الأنواع من الخوف. لذلك يوجب علينا الأمر ان نقلّل من أهمية ما يحدث لنا أو من خطورته، بل ونشعر أحيانًا بالتقصير لأننا لا نستطيع التخلّص من أمر تافه كهذا. لكن الحقيقة أنه ليس بتافه، وأنه عرض خطير يجب علينا أن نطلب المساعدة المختصة للبت فيه.