كيف اتخلص من عذاب الهاتف

مررت بتجربة مشابهه.. جعلتني أقف مع نفسي وأجلس معها لأفهم ما بداخلها، وجدت الحل في التوقف الصارم دون تأجيل.. خذ القرار ونفذه في الحال، حدد نصف ساعة يوميا فقط لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ولو كنت لا تستطيع ترك الهاتف بعد ذلك الوقت المحدد، استخدم تطبيقات تساعدك على ذلك. بعد ذلك توجه لاستخدام التطبيقات المميزة لتعلم شيء محدد وانت ممسك بهاتفك، مثل تطبيقات تعلم اللغة الإنجليزية.

أنا أيضا أحب استخدام الهاتف وأجد فيه مصدرا للتسلية والتواصل. لكني أدرك أن الإفراط في استخدام الهاتف يمكن أن يسبب لي مشاكل صحية ونفسية واجتماعية. لذلك، أحاول دائما أن أضع حدودا لنفسي وأن أستخدم الهاتف بطريقة معتدلة ومفيدة.

أعتقد أن الحل للتخلص من الإدمان على الهاتف يكمن في إيجاد توازن بين الحياة الواقعية والافتراضية. يجب أن نستغل الهاتف كوسيلة لتسهيل حياتنا وتحقيق أهدافنا، وليس كوسيلة للهروب منها أو تضييعها. كما يجب أن نقدر الأشياء الجميلة التي تحيط بنا في عالمنا الحقيقي، مثل الطبيعة والعائلة والأصدقاء والهوايات، وأن نستمتع بها بدلا من إهمالها.

ولكن أي شخص غيرك سيتمكن من الرسم ومشاهدة الإنمي والدراسة والكتابة ومشاهدة المباريات وحتى اللعب مع كوتش أو مع فيديو باستخدام الهاتف ولن يشعر بالكآبة أو يحاسب نفسه ويلومها كثيرًا، لأن الأمر بسيط بالفعل، ولا مهرب من حقيقة أن الهاتف يقدم لنا الكثير من الخدمات، ولكنك بحاجة إلى قضاء وقت أكثر متعة خارج أوقات استخدام الهاتف، ضعي جدولك بحيث لا تكون الأنشطة على الهاتف متتالية، واجعلي حصة من وقتك لصديقاتك والجلوس مع العائلة وعمل المنزل "أعمال فيها حركة"، وسيكون الأمر أفضل بإذن الله.

إن كان حتمًا ولا بد، فأنصحك بالتخلي عن الهاتف الذكي واستعمال هاتف تقليدي "بأزرار" لفترة من الوقت، إلى أن تتمكن من إعادة ضبط بوصلتك وإدخال الأمور في مسارها الصحيح.

أدمان الهاتف من موبقات هذا العصر بالأخص أن تطبيقاته صنعت لك لكي تكيف كل شيء حولك حول هذا الأدمان دون أن تتخلص منه ؟ وإلا كيف ستصل الشركات المعلنة إليك وتطاردك وحتى أنت نائم في الفراش

حاول أن تصنع لنفسك منهج عمل تخصص فيه وقت لكل شيء تحبه وترغب في إنجازه مع وقت مخصص للهاتف وأجعل الجلوس عليه إن كان ضرورياً ولم تستطع التخلص من إدمانه فأجعله مثل مكافأة بنهاية اليوم على ما أنجزته من أعمال وأهداف

لا يصح أبداً أن تعتبر أن الحياة بدون هاتف هي الحياة الطبيعية، الإنسان غيّر من حياته كثيراً وأضاف الكثير من الأمور الغير طبيعية في البداية إلى حياته لتتحول إلى طبيعية، أو واقع طبيعي جديد بالنسبة له، مثلاً قبل اختراع الأسلحة كان الإنسان لا يعيش نهائياً وبيده سيف أو أداة حديدية، ولكن بعد اختراع ذلك شكّله واقعه الطبيعي الجديد، وبالمثل أيضاً مسألة البنطال والملابس، البيوت وغيرها من الأطعمة أيضاً، الكثير من الأمور والإضافات التي دخلت حياة الإنسان لتصيغ واقعه الجديد، ولكنه لم يستسلم للاكتئاب، وبالمثل أيضاً في مسألة الهاتف، أنا برأيي لا يجب أن تكتئب من جراء ذلك، لا تمنع نفسك عن الأمر بالقوة، هذا سيجعل الرغبة أكثر وأكبر في الاقتراب من الهاتف واستخدامه، بل برأيي يجب عليك أن تعامل الهاتف معاملة المكافئة، أي أن تنجز وتكافئ نفسك بهذا الأمر، بهذا يتحوّل الأمر من مصدر عذاب إلى مصدر تسلية حقيقية بمكافئات حقيقية لك جراء القيام بمهمات يصعب القيام بها من دون مكافئات تسلية على إنجازها، هكذا عقل الإنسان يشتغل وبالمقابل يمكنك استخدام الهاتف في هذه المسألة ببراعة.

باختصار استخدم تطبيق Blockerx و احذف المواقع التي تأخذ وقتك ولا تنسى في الاعدادات ضع عدم توفير الطاقه له