مرحباً يا أصدقاء !

من وحي مساهمتي السابقة ارتأيت أن أحدثكم اليوم عن تجربتي الشخصية في التأليف، وبعيداً عن قصص النجاح التي لا حصر لها في فضاء الإنترنت سأشارككم أنا قصة فشلي لنستعرض معاً أهم الأسباب ونقاط الضعف التي وقعت فيها .

أن تحدث عن فشلك .. هذا نجاح بحد ذاته يا صديق !

لماذا فشلت في نشر روايتي الأولى ؟

ثنائية الحماس وإنعدام الخبرة

عندما راودتني فكرة تأليف رواية كنت في عمر صغير جداً، تملكني الحماس والإندفاع فكل ما كنت أرى أنني بحاجته هو جهاز وبرنامج word وخيالي الواسع واسلوبي اللغوي، لقد قمت بالفعل بتخطي مراحل عديدة فقط لأبدأ في تنفيذ فكرتي اللامعة، كنت أظن أن تأليف الكتب للجميع، وأنني فور إنهائي له سينشر بكل بساطة، وهذا أوقعني في عدد من المشاكل خلال رحلة كتابتي هذه .

أين الحبكة ؟

نعم لقد كنت أجهل أبسط عناصر القصة، وكان كل تركيزي هو أن أكتب وفقط وهنا لا أدعي بأن كتاباتي كانت رديئة في ذلك الوقت ولكنها كانت قاصرة وبحاجة إلى ما يدعمها، كنت أمرّ على الأحداث فأشعر بأن هناك نقص في تركيبها وترابطها، يوجد فراغ كبير بداخلها ولكن أين بالتحديد ! ومن هنا تعرفت على مفهوم الحبكة ..

صراع الإستمرارية

ككل من هم بعمري، نتحرك باندفاع تجاه أي شيء ونتعامل مع الحياة من منطلق السعي إلى إرضاء الرغبات والأهواء والتوقعات الوردية، لا أبالغ إن قلت أنني لم أعرف الإستقرار يوماً في ذلك الوقت، أتنقل بين مشروع ومشروع، في كل أسبوع لي هواية جديدة وكل شيء في حياتي يبقى مبتوراً، لا أكمل ما بدأته حتى النهاية، لابد أن يختطفني الضجر ويلقي بي بعيداً وهذا ما واجهته مراراً مع روايتي الأولى ولكن المميز فيها أن شيئاً ما كان يعيدني إليها بعد كل انقطاع، ولكن من يعيد الوقت الذي أضعته ؟

التعامل التقني السيء مع المسودة

وفي هذه النقطة أجيبكم على سؤال : لماذا توقفت عن إكمال روايتي ؟

وإجابتي على هذا السؤال أنني فقدتها ! نعم فقدتها بسبب تخزيني السيء لها، فقد كنت أحتفظ بالنسخة الكاملة البالغة 90 صفحة في فلاش USB فقط، وعندما أصابت الفيروسات الفلاش فقدت كل محتوياته بما فيها الرواية، وبقيت معي نسخة غير مكتملة على جهاز اللابتوب ولكن تلك الحادثة الأليمة أفقدتني الشغف ولم أعد للمحاولة مجدداً .. وحتى هذه النسخة الآن ضاعت مني، لم يبقَ لي من روايتي الأولى سوى اسمها الذي أطلقته على مدونتي وبعض الأوراق العشوائية التي دونت فيها ملاحظات تخصها، يبدو أن الورق لا يخون كما تفعل التقنيات الحديثة !

هل سأعود إلى تجربة التأليف مجدداً ؟

في البدء كنت أرفض الفكرة رفضاً تاماً وبالأخص بعد تجربتي الأولى، ولكن الآن أشعر أنني أصبحت أكثر مرونة تجاه الفكرة، فأنا لا أمانع في البدء بمشروع كتابي الأول مستقبلاً ولكن بشرط مهم وهو أن أكون جاهزة تماماً لخوض هذه الرحلة، أن أمتلك الخبرة والأدوات اللازمة لذلك، ألا أعتمد على الدافعية العاطفية والعبثية في الكتابة بل أن ألتزم بخطة واستراتيجية معينة تساعدني على إنجاز ما أطمح إليه .

ما سبب مشاركتي لهذه القصة ؟

أعلم أن من بين الأصدقاء هنا في حسوب من هم بعمر صغير ومن يفكرون بخوض تجربة الكتابة والتأليف، أنا هنا لست لأحبطكم يا رفاق، بل لأعرض عليكم نقاط ضعفي وأخطائي على طبق من ذهب لتتفادوا الوقوع فيما وقعت فيه، إنني أثق بكم وبأفكاركم فابدؤواْ بخطوتكم الأولى على الفور ولكن تأكدوا أن تكون هذه الخطوة ثابتة وموزونة .. تمنياتي لكم بالتوفيق .

تحياتي لآدم وصفاء أبطال روايتي الأولى وأصدقائي .. أحبكم !

ماذا عنكم يا أصدقاء حسوب، شاركوني آرائكم ونصائحكم وتجاربكم أيضاً فالباب مفتوح على مصراعيه لكم !