مرحبا انا شاب في ال25 من العمر مشكلتي ان لدي نوع من العقدة في اللسان حيث حينما أجلس مع الأصدقاء ليس لدي ما أتحدث به مع الناس الا في الضرورة القصوى حتى أحيانا بعض الأصدقاء الذين يجلسون معنا لأول مرة بعد مدة يسألونني لماذا دائما أنا صامت و لا اجد حتى ما أجيب به ربما لأني منذ صغري لم أكن أختلط كثيرا بالناس فمعظم طفولتي أمضيتها وحيدا يمكنكم القول ان تجاربي في الحياة شبه معدومة يعني ليس لدي ما أتحدث به أصلا أما أمام الفتيات فأنا أبدو كالأبكم حرفيا فلم أتعرف على فتاة ليومنا هذا خلافا لقواعد العلاقات ان فهمتم ما أعني و ربما هو السبب الرئيسي بمختصر الحديث لست ذالك الشاب الإجتماعي حتى بالمقياس العادي.
عقدة الحديث
أجد أن الحديث عند الضرورة من المهارات الجيدة خاصة في المجتمعات التي تتصيد لكل كلمة ننطقها، في الحديث الشريف يقول رسولنا الكريم "أمسِكْ عليك لسانَك" في إشارة لعدم التحدث إلا فيما يفيد والابتعاد عن الأحاديث التي لا قيمة لها، وفضلت الاستشهاد هنا لأخبرك بأن ما لديك ليس عقدة في الحديث وإنما مشكلة بسيطة يمكن حلها.
كما قلت أن للصمت فوائده ولكن ليس للدرجة التي تجعلك كالأبكم، فأنت شخص اجتماعي نوعًا ما وتحضر اجتماعات الأصدقاء، وينقصك فقط بعض الخبرة لتتمكن من الإجابة إن طُرح عليك سؤال أو مناقشة أحدهم في أمر ما. وهذه الخبرة يمكنك اكتسابها من خلال عدة أمور، على سبيل المثال الالتحاق بعمل تطوعي أو الذهاب لنادي معين لممارسة رياضة تحبها أو السفر الداخلي والخارجي والتعرف على أماكن وأشخاص جدد أو العمل. فعمر 25 سنة يعني أنك تعمل أو تنوي العمل، فإن لم تكن تعمل فعليك البدء وصدقني ستكتسب فوائد كثيرة من مخالطة أشخاص جدد والتعرف على ثقافات مختلفة.
هذا نابع من الخوف و الخوف هو أن تعطي شيء اكثر من حجمه!
فأنت تعلم بوجود مشكلة وهذا أمر صحي لو كنت لا ترى ذلك مشكلة كان ذلك سيكون المشكلة الحقيقية.. ولكن لا بأس يمكنك تخطي هذه المشكلة وعدم وصفها بالعقدة وتضخيم الأمر .
يقول ديستوفسكي : من الاشياء التي تسبب لنا الفشل هي اعتقادنا السخيف أن الناس مهتمين بما نقوم به . وهذا تماماً ما يحدث لنا في كل تجربة جديدة نعتقد ان الناس ستركز علينا ونرتبك ونتراجع لكن بعض الجرأة والثقة الزائدة بالنفس وإن كانت مصطنعة في البداية ستجعلني أتخطى الامر وأقول لنفسي ها أنا تخطيته ماذا حدث لماذا كنت خائف من مواجهته.
لو كنت مكانك سأقول كل ما لدي حتى لو كنت سأخلط الزيت بالماء ولكني لن أستسلم لفكرة أنني أخاف أو لا أستطيع جرب و واخطأ لا بأس لا أحد منا كامل و الجميع يتعرض للنقد تخيل أن الله عز وجل هناك من لا يؤمنون به، الرسل جميعهم تعرضوا للتكذيب والتنمر والانتقاد
فلا بأس أن تتعرض للنقد أين المشكلة المهم أن تكسر هذا الحاجز أو تقفز عنه ولا تتراجع أبدًا وتاكد انه ليس ضروريًا أن تكون اجتماعي ولكن لا إفراط ولا تفريط خير الامور الوسط المهم أن تكون مرتاح وتستطيع أن تعبر عن آراءك ببساطة وتشارك الآخرين أطراف الحديث.
وحتى تتتدرج في ذلك لابد من بعض المهارات الإضافية تكتسبها شيئاً فشيئًا مثل مهارات: الاتصال والتواصل ، مهارات التفاوض ، الاقناع ، لغة الجسد ...وبالطبع القراءة والمطالعة ستزيدك ثقة وعلم ومعرفة
لن أقول لك الصمت مفيد وهذه الأمور، لأنه طالما أنك وجدت أنه مشكلة أمامك فهي مشكلة وتحتاج لحل، لذا جرب التحدث مع نفسك وأمام المرآة، وحاول أن تحضر للقاء التي ستذهب له مسبقا بشكل افتراضي، قم بعصف ذهني لأهم الأفكار التي يمكن أن تطرحها وتتحدث بها بشكل افتراضي أيضا، وحضر للقاء قبله، ثم اذهب وعلى الأقل اطرح امرا أو فكرة ولكن تكن على صلة بالحوار أو يهتم لها زملائك وأصدقائك، وجرب مرة واثنين حتى تخرج من صمتك.
يقول سقراط تكلم حتى أراك، لذا الكلمة مهمة بقدر الصمت المفيد، لذا طالما تحب أصدقائك وتحب حديثهم وهناك ما تجده مشتركا بينكم فبالتأكيد ستجد ما يهمة للحديث حوله ويمكنك المشاركة بسهولة دون الخوف من الانتقاد.
التعليقات