في هذه اللحظة أيقنت أن هذا هو القرار الصائب رغم ما واجهته من صعاب.

بدأت رحلتي بالبحث عن إذا كان حلمي يمكن أن يصبح واقعاً أم أنه محض أوهام وخيال، فأنا حاصلة على بكالوريوس التجارة بتقدير مقبول وهذا نتيجة لبعض الظروف الخاصة، ولكنني كنت أطمح دائماً بالحصول على المزيد من العلم فأنا شخصية متعطشة دائماً للدراسة والبحث والمعرفة والتطبيق.

في عام 2010 قمت بالتدوين في مذكرتي أنني أريد الحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال قبل أن أصل الى الـ30 من عمري والتخصص في التسويق.

بعد التخرج كنت قد عملت كمسئولة تخطيط ومتابعة في إحدى مصانع الملابس الجاهزة، ولكن كانت عدد ساعات العمل كثيرة رغم متعتي بالعمل وموقع العمل بعيد والمرتب كان معقول كبداية، ولكنني كنت أحلم بعمل يحقق رغباتي المادية والنفسية والجسدية، وكنت أتساءل لماذا خريجي التجارة حول العالم مرتباتهم أعلى ويشغلون أفضل المناصب، ولقد استنتجت أنه بسبب بحثهم المستمر على تطوير مهاراتهم وتزويد أنفسهم بالعلوم، والتكنولوجيا حتى يقوموا بمواكبة متغيرات العصر (وهذا يمثلني وبشدة)

لذلك بعد البحث عن كيفية تطوير مهاراتي بالأخص في إدارة الأعمال، وجدت أن دراسة ماجستير إدارة الأعمال MBA هي أفضل اختيار للتطوير والاستفادة بعد ذلك. وكنت قد دونت أهمية دراسة الماجستير والعائد الذي سأحصل عليه وقمت بالبحث في الجامعات المصرية عن كيفية التقديم ولكن مع إنشغالي بالعمل وإحباطي من قبل الأصدقاء وارتفاع تكلفة الدراسة قمت بالاستسلام بأن درجة الماجستير لاتعني شيئ، وأنني مجرد حالمة.

نقطة التحول واتخاذ القرار..

عام 2014 كانت نقطة تحول في حياتي حيث كنت أعمل حينها سكرتيرة تنفيذية ومتابعة لأوامر شراء وشحن ومخزون في احدى المكتبات الخاصة العريقة، ولكنني كنت أتذكر حلمي وبدأت في العودة للبحث مرة أخرى عن كيفية دراسة ماجستير إدارة الأعمال، حينها كانت دبلومات الـ Mini MBA منتشرة جداً وكورسات التسويق وبعض الشركات التي تروج لدراسة الماجستير في الخارج ولكن بمبلغ خرافي وعند قراءة المحتوى أجد أنه لا يزيد ولا ينقص من معلوماتي التي درستها في تجارة وقرأتها في بعض الكتب الخاصة بإدارة الأعمال.

وفي أحد الأيام جاءت الفرصة الذهبية، هناك منحة تقدمها الحكومة الصينية لمعظم دول العالم من ضمنها "مصر" ولكن بشروط معينة وورق يتم تقديمه وقد قمت حينها بالتقديم في 3 جامعات وتم قبولي في أحدهم وهي جامعة داليان البحرية في مقاطعة داليان.

في الفترة التي كنت أسعى لحصولي على الماجستير واجهت العديد من الصعوبات منها رفض أهلى القاطع لسفري كوني فتاة وسأذهب لبلد أجنبية مختلفة عن عاداتنا وتقاليدنا، ولكن أقنعت أهلي بقرار السفر وقد كان.

جامعة داليان البحرية 2014 -2016

بدأت الدراسة في جامعة من أفضل الجامعات في مقاطعة داليان وكنت أول فتاة من بلدي تدرس في هذه الجامعة ورؤية علم بلدي يرفع ضمن أعلام البلاد الأخرى جعلني أشعر بالفخر والإعتزاز والمسئولية.

دراستي كانت باللغة الإنجليزية ولا يتم قبولك في الجامعة إلا عند حصولك على درجة معينة في الـ IELTS أو TOEFL واستيفاء الاوراق المطلوبة بالطبع.

المنحة كانت ممولة بالكامل ما عدا تذاكر الطيران والمواصلات للوصول الى الجامعة، والإقامة تكون في سكن جامعي بالقرب من أماكن المحاضرات وحرم الجامعة. الدراسة كانت لمدة عامين ويتم ختامها بمناقشة رسالة الماجستير وحفلة التخرج.

أتذكر جيداً أنني وضعت لوحة أمام عيني فيها " قيمتك بعد دراسة ماجستير إدارة الأعمال ستصبح أضعاف مضاعفة قيمتك الحالية"، وهذا ما حدث بالفعل فميزة الدراسة في الصين أنني تعرفت على أشخاص من مختلف الدول والثقافات وأصبح لدي خلفية إدارية دولية وليست فقط محلية، والمشاريع التي كنا نقوم بتنفيذها كانت واقعية على براندات عالمية مما أسهم في صقل مهاراتي الإدارية والتسويقية.

يوجد الكثير من التفاصيل بالطبع خلال رحلتي ولكن أخيراً قمت بتحقيق هدفي وعدت الى موطني وأصبحت شريكة في مكتب تسويق إلكتروني وقمت بالتخصص في كتابة المحتوى في مجالات متنوعة وبفضل الله حققت رغباتي النفسية والجسدية والمالية طبقاً لميولي الشخصية، فأنا تزودت بالعلم والتطبيق لأصل لهذا التوازن قدر المستطاع ومازلت أحلم وأسعى أن أكون أفضل وأطور من مهاراتي أكثر.

كانت هذه رحلتي بإختصار لدراسة ماجستير إدارة الأعمال في الصين، ومازالت بعض الآراء حولي تقول أنها كانت رحله غير ضرورية وهي مجرد شهادة ضمن الشهادات التي تعلق على الحائط.

أتمنى أن تشاركوني بآرائكم هل ماجستير إدارة الأعمال المهني MBA ضرورة في هذا الوقت أم رفاهية؟