فكرت في خطوات عملية للتخلص من حالة الحزن التي أعيشها، غالبت النعاس و استيقظت باكرا، أرضعت صغيرتي، ألبستها ثيابا جميلة، أخذت لها العديد من الصور..ثم خرجت من البيت لأعود إلي و أسترجع نفسي، مشيت لمسافة طويلة كما كنت أفعل سابقا.. لطالما أراحني المشي من تعبي.. لكن الوضع كان مختلفا هذه المرة، كنت أحس بثقل كبير على رأسي و كأن جبلا استقر عليه، لم أستطع رؤية ما حولي و لا أن أستمتع بشيء من جولتي، كنت أحدق نحو الأرض، أراقب خطواتي الثقيلة و لا أفكر في شيء على الإطلاق، أمد يدي مرارا إلى جانبي و كأنني أنتظر من أحد أن يمسكها و كأنني أغفل لثوان عن وحدتي..
لم يكن المشي مجديا فعرجت على أحد صالونات التجميل .. أثارني صوت الضحكات و منظر الألوان و فرحة الفتيات بتسريحاتهن الجميلة، سألتني مصففة الشعر عما أريد عمله بشعري، لم يكن لدي أي فكرة على الإطلاق.. نظرت حولي باحثة عن إجابة ما أو عن طريقة للهرب، ثم طلبت منها بعد ثوان أن تعمل به ما يبدو لها مناسبا لي ..
لا أعلم كم مضى من الوقت قبل أن تقول لي فتاة الصالون أنها قد انتهت من تصفيف شعري فرغم أن عيناي كانت مثبتة على المرآة أمامي لم أنتبه لشيء..
و حتى بعدما أيقظتني الفتاة من غفلتي لم أرى تغييرا واضحا..
عرجت على احد محلات الملابس، اخترت بسرعة غريبة لا تليق بأنثى محبة للتسوق قطعتين من ملابس البيت، لم أقسهما و لم أضعهما حتى علي .. دفعت ثمنها و خرجت..
تسارعت خطواتي و زاد نبض قلبي ثم أحسست بألم كبير في ظهري و بدوار شديد فقررت انتظار سيارة أجرة لأهرب من هذا المكان الواسع الذي لا أعرف فيه أحدا.
مرت السيارة الأولى و الثانية و لم يكن لي فيهما مكان شاغر، انهمرت الدموع على خدي ثم زادت وتيرة بكائي إلى أن جلست أرضا و صرت أنتحب كطفل صغير.. حاول بعض المارة مساعدتي فانتكست أكثر و أكثر..
كان هذا أول يوم من محاولتي تغيير الوضع الذي أعيشه..
كنت أعلم أن الأمر لن يكون سهلا، لكنني لم أتصور أن محاولتي الخروج و عمل ما كان يسعدني سابقا سيزيد الأمر سوءا.
أقف الآن عند نقطة الصفر تائهة و مشوشة و منهكة و لا أعلم سبيل العودة إلي.
التعليقات