هل التقبل يعني أن تفرض على نفسك نمطًا لا تريده؟

هناك بون واضح بين قبولي للآخر وإحترام الإختلاف، وبين تقبلي لإندماجنا معا في أي مشروع سواء كان مهني أو إجتماعي أو غيره، وبالرجوع للمثال المذكور، ينبغي - من وجهة نظري - أن نتقبل وجود نماذج لإرتباط الفتيات الجامعيات بشباب من ذوي التعليم المتوسط، ولكن هذا لا يفرض على أي فتاة أن تتقبل ذلك في حياتها الشخصية.

أشكرك على طرحك للمشكلة يا أسماء، فهذه نقطة خلاف بالفعل تعرّضت لها من قبل

أعتقد أن التقبل المقصود هنا هو تقبّل أن هذا الشخص مختلف عنّا وأنه موجود بيننا وله حريته وتصفاته التي لا يحق لنا الحكم عليها أو منعه من فعلها، لأننا نتقبله بيننا وهو حر فيما نفعله، ولا نتعرّض إليه بأى أذى مهما كان مختلفا عنّا

أما على الناحية الأخرى، ففي حياتنا الشخصية نحن أحرار أيضا ..

أحرار فيمن نودّ أن يكونوا قريبين منّا أم لا، ونحن أحرار أيضا في معاييرنا لذلك، لا يصح أن نُدخل حياتنا شخص لا نريده فقط لأننا يجب علينا تقبّله

نعم اتقبله في الشارع، في المجتمع، في الوطن، وأعطيه حقوقه كاملة ولا أؤذيه في أى شئ، لكن أن أدخله حياتي الشخصية فهذا أمر آخر

في بعض الأحيان قد تفرض عليك الحياة أشخاص ترفضينهم، كمجموعة عمل مثلا، لكن لا يعني أن علي قبوله بشكل كلي,,

لنفترض أنك في عمل وفرض عليك التعاون مع شخص ثرثار أو نمام، بإمكانك العمل دون منح فرصة له ليتدخل لك في حياتك، أو يشرك الحديث معك في أمور لا علاقة للعمل بها..

لدا التقبل رهين بنوع الظرف فقط، ولا يمكن أن يكون فرضا كليا مهما كان النمط

التقبل الذي طرحتيه كان المقصود به من شخص لآخر وليس من شخص لنفس، مثل أن أتقبل أمراً لأنه هو الأمر المتاح لي حالياً، ليس هذا ما قصدت وهذا أمر جيد ومبشر لي، بل التقبل في موضوعك كان من شخص لآخر ان تتقبل فكرة من شخص آخر لا يعني أنك من المدافعين عنها، فالتقبل أمر وما نود حقاً امر، نعم أنا أقبل فكرتك ولكني غير منوط لتبينها! أنا هنا اتقبلها لفرض الاحترام بيننا وليبقى سائداً في نقاشاتنا ولكن الفكرة نفسها لن أحملها معي كأنها وليدة عقلي، بل هي مجرد عرض للآراء.

مطلقاً لم يعني التقبل أن افرض على نفسي شيئاً لست بحاجته وقد يضرني، ولكن التقبل هنا يساوي احترام الرأي الآخر.