لي اكثر من عشرة سنوات وانا استخدم موقع فيسبوك، كمستخدم عادي وكمالك اعمال، كل شيء كان على ما يرام، بغض النظر عن ما نراه ونسمعه عن انتهاكات الخصوصية سواء بموافقتنا او عدمها . وبلا شك فإن هذه هي التكلفة التي ندفعها كمستخدمين لفيسبوك المجاني ! ، لكن المشكلة التي اريد التحدث عنها اليوم هي تكلفة قد تكون باهضة جداً ، خاصة اذا كنت مالك او مدير اعمال ولديك صفحات وتطبيقات على هذا الموقع .

بدأت مشكلتي عندما استيقضت صباح احد الايام الاعتيادية في ديسمبر 2020 ، وكعادة اغلب مستخدمي فيسبوك فإن اول ما افعله تقريباً كل صباح هو القيام بالتحقق من الاخبار على صفحات الوكالات الاخبارية والمنوعة، وكان خبر اغلاف حسابي لاسباب غير معروفة هو ما بدأت بهِ يومي وقتها ، لم اقم بتصوير او نسخ رسالة فيسبوك، لكنها كانت تشير إلى ضرورة إرسال هويتي وتأكيد رقم هاتفي ليتأكدوا مما اذا كنت انساناً حقيقاً وليس ربوت او شخص آخر ينتحل شخصيتي !! .

قدمت ما طلب مني بشكل مباشر، حتى ظهرت لي الرسالة المشؤومة ونصها :

الترجمة :

لقد تلقينا معلوماتك شكرا لك على إرسال المعلومات الخاصة بك. لدينا عدد أقل من الأشخاص المتاحين لمراجعة المعلومات بسبب جائحة فيروس كورونا (COVID-19). هذا يعني أننا قد لا نتمكن من مراجعة حسابك. نحن نعتذر عن أي شيء غير مناسب.

كنت اتوقع بإن لا يستغرق امر التحقق اكثر من 72 ساعة او اسبوعات كحد اقصى ، لكن واقع التجربة اثبت عكس ذلك، ومر الآن ما يقارب الشهر الكامل ولم اسمع أي رد من فيسبوك، وإن هذه المشكلة تسببت لي بخسائر مادية وشخصية واجتماعية كبيرة سوف اذكرها ادناه لاحقاً .

في بادئ الامر اخذت المشكلة بروح رياضية، وقلت لنفسي قد تكون هذه فرصة جيدة لكي اوفر وقتي، وصحتي النفسية والجسمانية مستثمراً هذه الاجازة الفيسبوكية بأخذ قسطاً من الراحة، وعدم متابعة الاخبار، او مشاهدة فيديوهات يكاد يخلوا معضمها من المصداقية او الواقعية او المنطق ! وهذا هو سر عظمة فيسبوك فبرغم كل ما سبق يستمر اكثر من مليار انسان - محدثكم في استخدامه .

وبمرور الايام، بدأت اكتشف خسائري جراء اغلاق حسابي على فيسبوك، شيئاً فشيء، وادناه كل شيء:

خسائري جراء اغلاق حسابي المفاجئ ومجهول الاسباب على فيسبوك :

  1. عشرات التطبيقات على Facebook Developers تابعة لمواقع املكها ومواقع عملاء شركتي، وتعتمد تلك المواقع على هذه التطبيقات لادارة التعليقات، وعمليات تسجيل الدخول عن فيسبوك، ومئات الآلاف من المستخدمين الذين ضاعت حساباتهم بين ليلة وضحاها.

  2. عشرات الصفحات التجارية ذهبت بمهب الريح ، والحمد الله إن جزء لا بأس به من الصفحات بقي حتى يومنا هذا بسبب وجود مدراء لها من حسابات فيسبوك اخرى!.

  3. رسائل وصور شخصية واعمال، في هذه الصفحات وفي الحساب الرئيسي المغلق، ومن بين هذه الرسائل ادلة جنائية كنت انوي تقديمها في احدى القضايا المدنية التي احارب من اجلها لأكثر من عامين في المحكمة. لا زلت احتفظ بنسخ وصور Screenshot من هذه المحادثات، ولكن كيف سأقنع المحكمة بأن حسابي قد تم اغلاقه لاسباب مجهولة ؟ ما يعني عدم جدوى هذه الادلة .

  4. حسابات شخصية واعمال لدى مواقع طرف ثالث، كنت قد سجلت الدخول اليها عن طريق فيسبوك، واحد هذه المواقع لا يزال يخصم مبالغ شهرية مني رغم عدم امكانيتي لتسجيل الدخول واستخدام الخدمة في الوقت الحالي !، وتخيل عزيزي القارئ كم من الوقت والجهد سأحتاج لمراسلة الموقع واقناعهم بألغاء حسابي معهم !!.

  5. اخيراً ولا اعلم إن كان هنالك المزيد، رسائل شخصية ومحادثات وذكريات مع الاصدقاء والعائلة .

لا تُسجّل الدخول/تسجيل عضوية لأي موقع بأستخدام فيسبوك

ويفضل أي موقع آخر ك Google وغيرها، لأنه وكما ذكرت اعلاه فأنها مخاطرة كبيرة، فقد تخسر حسابك موقع حسوب مثلاً بين ليلة وضحاها اذا كنت قد سجلت عضويتك عن طريق احدى تلك المواقع .

الافضل أن تقوم بتسجيل حسابك مع اي موقع عن طريق البريد الإلكتروني الخاص بك وكلمة مرور قوية وفريدة من نوعها. بحيث عندما يغدر بك فيسبوك او غيره، سوف لن تخسر حساباتك الاخرى .

لا تثق بتعليقات فيسبوك للويب

اذا كنت من اصحاب المواقع او التطبيقات على الانترنت، فأنصحك بعدم الاعتماد على تعليقات فيسبوك للمواقع، لانني وكما ذكرت اعلاه خسرت مئات الآلاف من التعليقات التي تمت اضافتها من قبل زوار موقعي ومواقع بعض عملائي .

اعتمد على نظام تعليقات خاص بموقعك، او Disqus وغيرها من الخدمات الموثوقة . وبالنسبة لعمليات المشاركة على فيسبوك والحاجة إلى رقم Facebook App ID ، فبأمكانك الاعتماد على خدمة ShareThis وهي خدمة موثوقة ومتخصصة في هذا الشأن وتوفر خيارات وخصائص كبيرة جداً لاصحاب المواقع.

اتمنى أن يكون للموضوع فائدة ولو قليلاً، واتمنى أن لا يقع أي احد آخر على وجه البسيطة في مثل هذا المأزق يوماً، وامنيتي الاخيرة وهي ليست دعوة لمقاطعة الموقع او ما شابه، وانما نصيحة بأن ياخذ الجميع احتياطاته ولا يثق ثقة عمياء بموقع فيسبوك.