صديقتي من عدم المعترضين على الزواج المدبر وترى أنه بالشيء لعادي ولا تهاجمه كما يحصل ما أغلبية فتيات اليوم، جاءتها الخاطبة يومًا وعرضت عليها شاب ما، تعليمه جيد وأهله ذوي شأن، وسطحيًا يبدو الأمر كزواج جيد، ومع تقدم الأحداث اتى العريس من البلد الخارجي وقام بخطبتها وسافر مرة أخرى، وأصبحت علاقتهما الكترونية.

كان كل هذا وانا اشاهد وفاهي مفتوح لا استطيع استيعاب كيف آمنت به بكل هذه السهولة؟ وفي لواقع اكتشفت أنني اسقط هذا على نفسي فمثلًا لو كنت مكانها لم وثقت به بهذه السهولة! لأنني لا اضع ثقتي في شخص إلا بعد أن راه فعلًا! احتاج لأراه كيف يتكلم ويتحدث وكيف يمشي، كيف يعامل أهله، كيف وكيف وكيف، أسئلة كبيرة وكثيرة لا تنفك عن بالي، وبالطبع كنت اشعر بالشفقة على الفتاة، إذا إنها ستيقظ يومًا ليتحدد لها موعد سفر يقال لها فيه ستذهبين لزوجك، شخص لم تره إلا مرة أو اثنيتن، واصبحت اتخيل كمية المخاوف التي ستدور في عقلي من لقائنا! لكنني اصبحت أرى أن هذا جانب أناني أيضَا من الحكاية! فالرجل يتعرض لنفس الموقف والمخاوف تقريبًا! واصبحت اشفق على كلا الطرفين لأنه حتى الحد الأدنى من المعرفة ببعضهما لم يختبراه!

ثم عدت وقلت لنفسي ربما تعارفا جيدًا من خلال الانترنت! ربما كان ذلك كافيًا لها وله!

لكنني عدت لاتساءل هل حقًا التكنولوجيا كافية؟ هل تكفي لتستكشف كل الجوانب من الشخصية بالقدر الكافي كوجود المخطوبيني إلى جانب بعضهما؟ هل أصبحت التكنولوجيا وسيلة مريحة توفر للمغتربين تكاليف السفر؟ أمه أنه لا شيء يعوض وجود شريك حياتك بجانبك؟ هل الناس على استعداد كاف للقبول بهذا الشرط مادام هناك وعد بتوفير حياة آمنة؟