أنا اليوم لن احدثك عن حقوق المرأة كما تتوقع، لن اصرخ لاثبت حقًا ما أو خلافه، وقبل قراءة هذا المقال فأرجو منك أن تقرأ هذا لتعرف ما هو المقصود بكلمة privilege

بما أنك وصلت إلى هن يعني أنك تعرف ما معنى كلمة امتياز، ربما في عقلك تدور أفكار حول ها هي تصرخ مجددًا عن الرجل والمرأة وبلا بلا، هرمنا من هذا الكلام يا أخي! وبعض هذه الأفكار التي تدور بعقل الرجال

لكن أود أن اقص عليك شيئَا حدث هنا في حسوب لالفت نظرك إلى ماذا تقصد وأرجو أن تكون صبورًا معي لأن هذا تكرر لربما ثلاث مرات أو أكثر وهو ما ألهمني بكتابة هذه التدوينة، آخر ما حصل كان اليوم حين كتبت تعليقًا على أحدهم بخصوص موضوع ما فكان رده بالحرف بكائيات لا طائل منها، ثم تدخل آخر فرد عني وقال أنني محقة وليست هذه بكائيات فلم يتم الرد عليه بل حظى باعجاب ايجابي أيضَا، أول ما قرأت رد الرجلين قلت في نفسي لو كنت رجلًا ما قال الأول أبدًا بكائيات، - لست بصدد ذكر الأسماء حتى لا أثير شخصنة ما- ولكن لماذا تم التصديق على رأيي بعد أن صدق عليه رجل ما؟

قبلها اتهمني أحدهم أنني مثيرة للبلبلة وأنه لابد أن يتصدى لأمثالي لأنه لابد للحق أن يجد عنه مدافعين ولم يصمت إلى بعد أن طلب إليه رجل آخر ألا يستخدم كلماته الخاصة في وجهي، وفعلًا صمت!، قبلها مرة أخرى اتهمني أحدهم أيضَا أنني اضع صورتي من باب جذب الرجال! مع أنكم كرجال تضعون صوركم وآراءكم بكل أريحية ولا تحتاجون لتصديق امرأة على ما يدور بأفكاركم!، أنا لست غاضبة إطلاقًا فعلًا، ولا أريد سرد هذا لاجعلك تتعاطف معي أو حتى تقول رأيك في كتباتي التي اعبر بها عن نفسي واقيس فيها تطوري، ولكن أريد إلقاء الضوء على تلك الموقف الثلاثة لأصل إلى فكرة ما فكن صبورًا من فضلك.

صديقتي أخبرتني أنها لمدة أربعة سنوات تشكو من مرض ما لا تعرف له مسمى وغالبية الأطباء الذي ذهبت إليهم كانوا يحبذون الاستماع إلى زوجها بوصفه للحالة بدلًا من شكواها هي! ولو أرادات الحديث والاعتراض أو بيان أنها تتألم كان الطبيب يوجه الحديث لزوجها ويتهمها بأنها تبالغ! وليست هي الوحيدة التي قالت هذا، ولا هي الوحيدة التي تعرضت لتجربة مماثلة.

ربما الآن بدأت تفهم ما هو امتياز كونك رجل، بعيدًا عن الحقوق التي على أرض الواقع والتي يمكن وصفها، كلامك كرجل يعتبر بعلامة جودة مصرح بها في حين نحن النسوة في الغالبية ليس لدينا هذا الامتياز

خطر في بالي نفس التساؤل الذي تساءلته في مقال امتياز البيض، وهو أنه من حق أي شخص أن يعطي ثقته لمن يريد سواء رجل أو امرأة،

لكن هناك السؤال الآخر الذي يقفز في الذهن بعد هذا وهو لماذا يتم سحب الثقة في كلامنا لمجرد أننا نسوة؟ لمجرد أننا كذلك؟