الصداقة شعور أكبر وأعمق مِن أنه يُكتب ويُوصف , هو شعور يهون عليك مشقات الحياة وعثراتها .
هو من يؤمن بك ولو أكد العالم كله على فشلك , هو من يهديك النور في عمق ظلمة الحياة .
هو من يجدد طاقتك وهو من يحميك من الوِحدة وتوابعها شديدة الألم في النفس .
عندما سُئل كفيف عن أعز أصدقائه وكيف يحبه قال : وأما عن صديقي فهو عيني التى أرى بها العالم , منع الله عني نور عيناي لكنه عوضني بصديقي هذا ليكون نور عيني ونور روحي .
فالصداقة أعمق بكثير من المسميات التي نسمع عنها وعن ما يدعونها الآن .
صديقك هو الذي يُرافقك في كل تفاصيل حيات ولو كانت طرقكم مختلفة , ينصحك ويكون صبورًا عليك لأقصى مدى عندما يصيبك الغباء فجأة وهو شديد العصبية من الأساس ! .
صديقك من لم يستغل إسم الصداقة ليُثقل عليك ويقلل من قيمتك , بل علاها وزاد من شأنك .
صديقك هو من فضلك على نفسه حين يتطلب الأمر , ومن يفديك بروحه إذا رأى فيها نجاتك ....
إقرأ هذا !
ايا كان هدفها المخطط له،فقد هبطت قذائف الهاون على دار للأيتام تديرها مجموعة خيرية من الموظفين في قرية فيتنامية صغيرة قتل جميع أفراد المجموعة مع واحد أو اثنين من الأطفال على الفور،وجرح العديد من الأطفال الآخرين ومنهم فتاة صغيرة في الثامنة من عمرها تقريبا.
طلب أهل القرية مساعدة طبية من مدينة قريبة يمكنها الاتصال لا سلكية بالقوات الأمريكية واخيرا وصل طبيب وممرضة من الأسطول الأمريكي في سيارة جيب قرر الطبيب و الممرضة أن الفتاة هي صاحبة الإصابة الاكثر خطورة وبدون اتخاذ إجراء سريع فإنها ستكون بسبب الصدمة وفقر الدم.
كان نقل الدم حتميا وكانت هناك حاجة إلى متبرع له نفس فصيلة الدم ولكن العديد من الأطفال الأيتام غير المصابين كانت لهم نفس الفصيلة.
كان الطبيب يتحدث اللغة الفيتنامية قليلا والممرضة تجيد بعض الكلمات الفرنسية وباستخدام تلك التوليفة مع الكثير من لغة الإشارة حاولا أن يشرحا للاطفال المذعورين أنهما إذا لم يتمكنا من تعويض بعض الدم المفقود فإن الفتاة ستموت بلا ريب ثم سالا إن كان اي من الأطفال مستعدا للتبرع بالدم لمساعدتها
صادف كليهما صمتا واعينا متسعة،وبعد عدة لحضات طويلة ارتفعت يدا صغيرة مرتعشة ثم سقطت لاسفل مرة أخرى ثم عادت ترتفع من جديد .
قالت الممرضة بالفرنسية،اوه اشكرك ما اسمك ؟
جاء الرد على السؤال ،هينج،.
رقد هينج بسرعة على فراش من القش وتم مسح ذراعه بالكحول لتطهيرها وغرس الابرة في وريده
وطوال الوقت ظل هينج راقدا في تيبس وصمت .
ولكن بعد قليل من الوقت افلتت منه تنهيدة مرتعدة فسارع بتغطية وجه بيده الطليقة .
ساله الطبيب هل تشعر بالم يا هينج؟ .هز راسه نفيا ولكن بعد برهة اخرى افلتت منه تنهيدة ثانية ومرة اخرى حاول ان يخفي بكاءه مرة اخرى ساله الطبيب عما اذا كانت الابره تؤلمه ومرة اخرى هز راسه نفيا .
كان الفريق الطبي قلقا كان من الواضح ان هناك خطا كبيرا يحدث وفي هذه اللحظة وصلت ممرضة فيتنامية للمساعدة وعندما رات كرب وجزع الفتى الصغير تحدثت معه بسرعة بالفيتنامية وسمعت رده واجابته بصوت هادئ لطيف
وبعد لحظة توقف الفتى عن البكاء ونظر للممرضة الفيتنامية نظرة تساؤل وعندما اومأت براسها ايجابيا علت وجه نظره ارتياح
قالت الممرضة للأمريكيين بهدوء
"لقد ظن انه يحتضر ,لقد اساء قصدكما كان يتصور انكما تطالبانه بالتبرع بكل دمه حتى تعيش الفتاة الصغيرة "
سالت الممرضة الاسطول ولكن لماذا يمكن ان يوافق على شيء كهذا ؟!
كررت الممرضة السؤال على الفتى باللغة التي يفهمها فاجاب ببساطة "لانها صديقتي"
ليس هناك حب اعظم من هذا الحب ان يهب الانسان حياته من اجل صديق!
جون دابليو- مانسور.
التعليقات