كما تعلمون عني أني مدير تنفيذي ومؤسس لشركة ناشئة قدر الله لها منذ بداية هذا العام بالتوسع ما معناه كثرة الأعباء أكثر من ذي قبل؛ وكنت قد مررت مطلع هذا العام باحتراق وظيفي استمر معي أربعة أشهر قبل أن أتعافى، لكنني الآن أشعر أنني أقترب من نفس الدوامة من جديد؛ فأنا أعمل سبعة أيام في الأسبوع دون راحة حقيقية، وأواجه ضغوط التوسع السريع ونقص التمويل وتذبذب السوق، مما يجعل الحفاظ على أي توازن بين حياتي الشخصية والعملية أمرًا شبه مستحيل. هذه الضغوط بدأت تنعكس على صحتي وطاقتي وقدرتي على اتخاذ قرارات واضحة، وأخشى أن أعود للاحتراق مرة أخرى. سؤالي: كيف يمكن أن أضع خطة عملية تحميني من السقوط في نفس الدائرة وتسمح باستمرار النمو بشكل مستدام مع تزايد الضغوطات يوما بعد يوم؟
ما سبب ازدياد حالات الإرهاق النفسي بين مؤسسي الشركات الناشئة؟
أنت ترى نفسك على وشك العودة للاحتراق الوظيفي، ومجرد إدراكك لهذه النقطة قد يكون حبل النجاة. فالمشكلة ليست في الضغوط نفسها بل في كيفية التعامل معها. الشركات الناشئة التي تستمر هي غالبًا تلك التي ينجح مؤسسوها في بناء أنظمة دعم وفريق قوي، بحيث لا تقوم الشركة على شخص واحد، ربما عليك أن تبدأ بان تضع خطط مفصلة أكثر ويتم توزيع المهام على فريقك، واذا زادت المهام فربما انت تحتاج لتوسيع فريقك قليلا
أعتقد أن الحل هو أن تعيد تعريف دورك التنفيذي بشكل دوري، وتبني نموذج (التفويض العميق)، وليس التفويض السطحي المعتاد.
أي أن تنشئ دوائر قرار مستقلة داخل الفريق، كل منها تملك صلاحية اتخاذ القرار دون الرجوع لك في 80٪ من الحالات، وهذا يتطلب تدريبًا واستثمارًا ذكيًا في بناء قادة مصغرين حولك، لكنه سيحررك من التفاصيل اليومية التي ترهقك وتستهلك طاقتك، فالنمو المستدام لا يعني أن تفعل كل شيء بنفسك بل أن تصنع نظامًا يعمل حتى في غيابك. وربما آن الأوان أن تتحول من رجل يتحمل كل شيء، إلى قائد يمكن الجميع من أن يتحملوا معه.
حالتك لاتختلف كثيرا عن أصحاب المشاريع الصغيرة التي بدأت منذ فترة قصيرة خلال السنتين الماضيتين ، وبسبب التذبذبات المالية العامه التي حدثت بفعل الحروب والأزمات المالية التي ترتبت عليها مما أدى إلى حدوث احتراق وظيفي لأصحاب الشركات حتى ينهضوا بشركاتهم دون تعثر .
نصيحتي هى لا تعمل بمبدأ ( one man show) بمعني أن تقوم بتوزيع المهام على فريق العمل كلا حسب تخصصه . هذا يخفف من حدة الضغط النفسي والجسدي والذهني
بالإضافة إلى أخذ قسط من الراحه نهاية الأسبوع ، مايقع به أصحاب المشاريع هو أنهم يعملون بصفة مستمره ويغضون النظر عن عدد ساعات العمل التي يقضونها
أعطي وقت قصير لأسرتك وبيتك تسمع منهم مايحدث أثناء غيابك وستجد في قصصهم الكثير الذي يبهجك ويسعدك ويعطيك طاقة إيجابيه
لا تكرس كل جهدك في العمل فقط .. أعطي وقت لنفسك. أصدقاؤك.أسرتك. عملك . ودينك
فن إدارة الوقت سوف ينقذك بسرعه من هذا الشعور المسمى ( بالإحتراق الوظيفي)
التعليقات