كيف يتغير شكل الاجتماعات اليومية حين تديرها الخوارزميات؟

بصراحة تعجبني جدا طريقة تعاملك مع أدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة، لأنك أدركت أنها "أدوات" في يدك يمكنك استغلالها للوصول لأقصى كفاءة بأقل جهد وتكلفة في عملك، وهذا هو المطلوب، وأعتقد أن استحواذ الذكاء الاصطناعي على المهام الروتينية وتفوقه الملحوظ علينا فيها سواء في السرعة أو الدقة والتفاصيل يجعل الانسان ليس أمامه أي خيار سوى أن يتمسك بميزته الأهم وهي قدرته على التفكير والابداع، فهذا هو المجال الذي مازال يميزنا والذي يجب أن ينتقل اليه الجميع في وقت لم تعد فيه الوظائف الروتينية مجالا للبشر

بصراحة أنا مع استخدامه في مثل هذه المهام، لكن أنا مثلاً في اجتماعي أطلب من شخص ما أن يتولى تحليل اقتراحات المشاركين، ويكتب لي إفادة عن مدى فائدة ما يقدموه، وبعدها يوفر لي إحصائية عن أفضل شخص لكل مهمة وفق ما قدمه لنا سابقاً، أي أن الأمر لا يقف معي على المهام التي تتحدث عنها، فهل النموذج برأيك قد يوفر لي هذه الاحتياجات أم لا، وبما أنك استخدمته هل ترى نتائجه مثل تلك التي يوفرها عنصر بشري متمرس ؟

لا أعتقد أنها ستأخذ زمام الإدارة بالكامل، على الأقل ليس في المدى القريب. الإدارة ليست فقط توزيع مهام وتنظيم جداول، بل هي أيضًا فهم بشري، قراءة بين السطور، تحفيز، تواصل، واتخاذ قرارات مبنية على تجارب ومشاعر يصعب ترجمتها برمجيًا. الخوارزميات ستظل أدوات قوية تسهّل علينا الجوانب الروتينية وتساعدنا نركز في جوهر العمل، لكنها لن تحلّ محلّنا بالكامل. ربما دور الإنسان سيتغيّر، لكنّه لن يختفي، بل سيصبح أكثر تركيز على التفكير العميق، القيادة، والابتكار.

يبدو أنكم لا تبذلون أي جهد يُذكر أنت وفريقك، وكأن وجودكم مجرد شكل أو لإكمال العدد داخل الشركة. الأعمال التي يتم إنجازها تعتمد بشكل أساسي على الذكاء الاصطناعي وليس على مجهودكم الفعلي.

هذه المهام بالفعل أراها مضيعة للوقت إذا قام بها أي منا، فطالما أن التكنولوجيا توفر لنا فرصة للتركيز أكثر على الأهداف والإنجازات فلماذا لا نستخدمها؟ لكن المعضلة الحقيقية هي كيف نحتفظ بدورنا البشري في الفريق، خصوصًا أن بعض الناس بدأوا يأخذون النقاشات والأفكار من الذكاء الاصطناعي، مما يجعلنا نتساءل: هل سنظل نلعب دورًا محوريًا في صنع القرار والإبداع أم سيطغى الذكاء الاصطناعي على كل شيء؟