مشكلة "0 مدخول" في بدايات مؤسس الشركة الناشئة.. كيف نوازن بين استثمار الوقت في "الشركة الناشئة" وبين "العمل للاستمرار في العيش"؟

هذه المشكلة بالمناسبة تواجه أغلب المشاريع الناشئة خاصة لو كان الشخص هو وحده في المشروع ليس معه شركاء، وبالتالي يصبح مسؤول كليا عن الاثنان عمله ليدر له دخلا، ومشروعه حتى يدخل دخلا يغنيه عن الوظيفة، أما بالنسبة لكم يمكن الاحتفاظ بعملك الأساسي، وكونك أحد المؤسسين يمكنك تقسيم مهام المشروع بينك وبينهم، بحيث يكون لكل منكما مهام واضحة ومسؤوليات، وبالتالي يمكنكما المتابعة في الاثنين حتى تصلوا بمشروعكم لمرحلة تسمح لكم بترك العمل الأساسي

أنا أرى التوفيق بين الاثنين لمدة طويلة صعب جدا! تخيل أنك تعمل في وظيفة ثابتة ٨ ساعات أو أكثر ولا أحسب عدد الساعات المستغرقة في الذهاب والعودة للعمل، ومن ثم بعد ضياع أكثر من ٧٠% من اليوم على الإنسان العمل على مشروعه الخاص! إذا لم يكن معه فريق عمل أو شركاء سيكون الوضع مستحيل برأيي، لأن حتما سيتم استنزاف كل طاقة وجهد الإنسان في هذه الحالة ولن يكون قادرا على الاستمرار في الاثنين!

تجربتكم واقعية للغاية وتشبه بداية كثير من أصحاب الشركات الناشئة الذين يصطدمون أولاً بواقع السوق قبل أن يتذوقوا طعم النجاح من وجهة نظري الشخصية فإن الموازنة بين المشروع والعمل الثابت أمر ضروري وواقعي في المراحل الأولى لأي مشروع لأن الحماس وحده لا يدفع الإيجار ولا يسدّد الفواتير وقد قرأت مرة عبارة لا تزال عالقة في ذهني تقول لا تقتل مصدر رزقك الوحيد وأنت تحاول إحياء حلمك الشخصي أرى أن تقسيم الوقت والجهد بذكاء ووضع أهداف مالية واضحة للمشروع هو الطريق الأفضل فإذا بدأ المشروع يحقق الحد الأدنى من الاستقرار المالي يمكن حينها التفكير في ترك الوظيفة الثابتة التدريج مهم والتخطيط أهم

تجربتك ذكرتني ببداياتي في أحد شركتنا الناشئة، كنا نمتلك فكرة واضحة وشغف كبير، وبدأنا العمل بكل طاقتنا ظنًّا منّا أن النتائج ستكون سريعة، لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا.

اضطررت وقتها إلى الاستمرار في عملي كمستقل بجانب المشروع، لأننا لم نكن نملك رفاهية التفرغ الكامل دون دخل. وفعلاً، كانت نصيحة شبيهة بتلك التي تلقيتها: "لا تترك مصدر دخلك إلا بعد أن يصبح المشروع مصدرًا حقيقيًا للدخل."

تعلمت أن المشروع يحتاج نفسًا طويلًا، وأن الحماس وحده لا يكفي. الأمان المالي الجزئي على الأقل، يمنحك مساحة للتركيز دون توتر دائم، وهذا ما ساعدني على الاستمرار والبناء خطوة بخطوة دون أن أنهار في منتصف الطريق.

الموازنة ليست سهلة، لكنها ضرورية في البدايات.