في كل شركة تمر بمرحلة نمو، تظهر مفارقة قاسية بين من كانوا جزءًا من البدايات، ممن ساهموا بإخلاص وولاء في البناء الأول، وبين من تحتاجهم اليوم ليواكبوا تعقيدات المرحلة الجديدة، بسقف أداء مختلف، ومهارات قد لا يمتلكها بعض من رافقوك منذ البدايات.

هنا تظهر المعضلة:

هل الولاء يُكافأ بالاستمرار؟ أم أن البقاء يجب أن يُربط بالكفاءة والقدرة على مواكبة التحول؟

هل تُخاطر بمستقبل شركتك من أجل مشاعر الانتماء، أم تُضحّي بعلاقات إنسانية من أجل هدف أكبر؟

بعض رواد الأعمال يحاولون إعادة تأهيل الموظف القديم ليرتقي بالمهارات، لكن التجربة لا تنجح دائمًا. البعض لا يرغب في التعلّم، أو لا يمتلك القدرة الفعلية لمواكبة النسق الجديد. والبعض الآخر يشعر مع التغيّر وكأن مكانه يُنتزع منه تدريجيًا.

في حالات كثيرة، لا يكون القرار عادلًا تمامًا لأي طرف، بل هو جزء من مسؤولية القيادة: أن تحمي من وضعوا لبنة البداية، دون أن تضحي بالهيكل الذي سيحمل المستقبل.

الأصعب أن هذا القرار لا يُحسم دائمًا بعقلانية. فهناك علاقات، وذكريات، و"جميل قديم"… يجعل المسألة إنسانية أكثر منها رقمية.

كيف تتعامل مع موظف قديم ومخلص لم يعد أداؤه يلبي متطلبات نمو الشركة؟ هل تدعمه حتى النهاية؟ أم تتخذ القرار الصعب؟