تخيل نفسك تسير على طريق مُتعرج، مُحاطًا بالمناظر الخلابة والتحديات المُثيرة. هذا هو طريق الحياة، رحلة مُستمرة مليئة بالتجارب التي تُشكّل رؤيتنا للعالم وتُصقل مهاراتنا. على طول هذا الطريق، نتعلم أشياء جديدة، وننسى بعضها، ونعيد تعلّمها بطرق مختلفة.

تخيل أن عقلك هو لوحة بيضاء تُتيح لك رسم أفكار جديدة وإعادة تصميم مهاراتك القديمة، مع إعادة التعلّم، تُصبح هذه اللوحة تحفة فنية تُجسّد إبداعك وتُعكس قدرتك على التكيف مع متطلبات العصر. فالتفكير التصميمي يُساعدك على إعادة صياغة رحلة التعلم، لتكون رحلة مُمتعة ومُثمرة تُحقق أهدافك وتُساعدك على ترك بصمة إيجابية في العالم.

فلا تتردد في إعادة رسم لوحتك، وكن مُبدعًا في رحلة إعادة التعلّم.

التعلّم: رحلة الاكتشاف

التعلّم هو أساس رحلة الحياة، بل هو مفتاحها، لولا التعلم لا نستطيع اكتشاف الحياة. فنحن نولد بصفحة بيضاء، ونقوم بملئها من خلال ما نتعلمه ومن خلال التجارب التي نخوضها. مستعدون لامتصاص المعرفة والمهارات من حولنا. نتعلم كيف نخطو خطواتنا الأولى، وكيف نتحدث، وكيف نكون أصدقاء. نتعلم عن العلوم والرياضيات والتاريخ، ونكتشف مواهبنا واهتماماتنا.

التعلّم ليس مقصوراً على المدرسة أو الجامعة، بل هو عملية مستمرة تحدث في كل لحظة من حياتنا، فنحن نتعلم من أخطائنا، نتعلم من تجاربنا ومن تجارب الآخرين، نتعلم من الكتب والأفلام والأغاني، وأيضا نتعلم من خلال السفر. التعلّم رحلة لا تنتهي، رحلة مليئة بالاكتشافات والمغامرات، فنحن لا نتوقف عن التعلم طوال حياتنا ومع كل تجربة جديدة، نكتشف شيئًا جديدًا عن أنفسنا وعن العالم من حولنا.

النسيان: ضمان التركيز على الأهم

مع مرور الوقت، قد ننسى بعض الأشياء التي تعلمناها، قد ننسى بعض المعلومات التي حفظناها في المدرسة، أو قد ننسى كيفية ركوب الدراجة التي تعلمناها في طفولتنا.

النسيان ليس شيئاً سيئاً، بل هو عملية طبيعية تُساعدنا على التركيز على المعلومات الأكثر أهمية في حياتنا. تخيل أن عقلك هو مثل قاعدة بيانات كبيرة، إذا لم ننسَ بعض المعلومات، ستصبح قاعدة البيانات ممتلئة، ولن نتمكن من العثور على المعلومات التي نحتاجها بسهولة. النسيان يفسح المجال لإدخال معلومات جديدة، عندما نتعلم شيئًا جديدًا، نحتاج إلى مساحة في عقلك لتخزين هذه المعلومات، فيقوم العقل بالتخلص من المعلومات الأقل أهمية، ونقصد هنا ليس التخلص بشكل تام وإنما حفظها في مكان يصعب قليلا ً استرجاع المعلومات منه.

إعادة التعلّم: التكيف مع التغييرات

تخيل أن عقلك هو مكتبة ضخمة، مليئة بالكتب التي تحمل معلومات ومهارات من مختلف المجالات، ومع مرور الوقت، قد تتراكم بعض الكتب على الرفوف، وننسى محتواها. لكن إعادة التعلّم تُتيح لنا فرصة إعادة فتح هذه الكتب، واكتشاف كنوز جديدة لم نكن نعرف بوجودها.

مع تغير العالم من حولنا، قد نحتاج إلى إعادة تعلّم بعض الأشياء التي تعلمناها سابقاً. قد نحتاج إلى تعلم مهارات جديدة للتعامل مع التقنيات الحديثة، أو قد نحتاج إلى تغيير طريقة تفكيرنا حول بعض القضايا. فما تعلمناه في الماضي قد لا يكون كافياً لسد احتياجاتنا في الحاضر والمستقبل.

إعادة التعلّم ليست عملية سهلة، لكنها ضرورية للبقاء على قمة التطورات والنجاح في مجالات حياتنا المختلفة. إعادة التعلّم هي مهارة أساسية في عصرنا الحالي، فالعالم يتغير بسرعة، ونحن بحاجة إلى أن نكون مستعدين للتكيف مع هذه التغييرات.

يمكننا استخدام مبادئ التفكير التصميمي لجعل رحلة التعلم أكثر فاعلية ومتعة، فالتفكير التصميمي يتضمن:

  • فهم احتياجاتنا: ما الذي نريد تعلّمه؟ ما هي أهدافنا؟
  • البحث عن حلول: ما هي أفضل طريقة لتعلم ما نريد تعلّمه؟
  • التجربة والتكرار: تجربة حلول مختلفة وتعديلها حتى نجد الحل الأمثل.
  • المشاركة: مشاركة ما تعلمناه مع الآخرين.

يمكننا استخدام التفكير التصميمي لتصميم تجارب تعليمية تناسب احتياجاتنا الفردية، على سبيل المثال يمكننا تصميم خطة تعليمية تناسب أسلوب تعلمنا، أو يمكننا استخدام الأدوات والتكنولوجيا لجعل التعلم أكثر تفاعلية وجذابة، وأيضا ً يمكننا التعلم من خلال العمل على مشاريع حقيقية.

التعلّم والنسيان وإعادة التعلّم هي أدوات أساسية في هذه الرحلة، والتفكير التصميمي هو خريطة طريق تُساعدنا على السير في هذه الرحلة بنجاح وتحقيق أهدافنا. فاستمر في التعلم، ولا تتوقف عن التطور، واستخدم التفكير التصميمي لجعل حياتك أفضل.