في العام الماضي، كانت صديقتي تعمل في إحدى شركات المحاسبة. خلال عملها حصلت على عرض عمل مغري من إحدى الشركات مقابل أجر مرموق. المشكلة لم تكن في العرض بحد ذاته بل كانت بفكرة أنّه من المطلوب منها أن تلتحق فورًا بالعمل الجديد. لم يكن من النّاحية الأخلاقيّة أمرًا صائبًا أن تقوم بترك عملها بدون إعطاء فترة إشعار للإدارة في عملها القديم ولكن رفض الفرصة لم يكن وارد أيضًا. ولذلك فقد خيارها أن تترك العمل بدون إشعار يتطلّب منها التزام العمل شهر إضافي لحين إيجاد موظفة جديدة.
وعند التحاقها بالعمل الجديد كان السّؤال الأوّل لمدير الموارد البشريّة " ما سبب ترككِ للعمل القديم؟" فكان ردُّها بعدم الاعتراف أصلًا بعملها السابق إذ أنّها كيف ستبرّر سلوكها غير المهني الذي كانت مجبرة على القيام به؟
بالنسّبة للبعض، يندرج ضمن قيمة الشفافيّة التزام منّا عندما نتقدّم لوظيفة أن نبلّغ أصحاب العمل بأسباب تركنا للعمل السابق بمنتهى الصّراحة. ولكن، ماذا لو لم يكن السبب مجرّد سعي للتطوّر؟ ماذا لو كان مثلًا خلاف بيننا وبين الإدارة نتيجة موقف ما؟أو ماذا لو كان نتيجة أي سبب آخر؟
من هنا وبرأيكم، هل كان تصرّف صديقتي الحل الوحيد أم لا؟ وكيف يمكن للموظّف التصرّف في هذا النّوع من المواقف والإجابة على هذا السؤال؟
التعليقات