ما تأثير القيمة السوقية للشركة​ علينا كمستهلكين أو مستثمرين؟ آبل كمثال

على صعيد المستخدمين، فهذا الارتفاع يمكن أن يزيد أو يضاعف من ثقة المستهلكين في الاستمرارية والاستقرار المالي لآبل، لكن إن لم تواصل في تقديم منتجات وخدمات مبتكرة وعالية الجودة فمن الطبيعي أن تكون النتائج لا تسرّ.

بشكل عام، يعتمد تأثير هذا الارتفاع عادة على كيفية تعامل كل شركة مع هذه المتغيرات، والتكيف مع أي طارء قد يحدث لها ولسياستها، فمثلا نجد أن شركات عالمية كبيرة، كميتا وحتى آبل دوما في منابر المحاكم ويتم مقاضاتهم ويدخلون في معارك قانونية وفي الغالب يفوزون بها وأحيانا يخسرون بعضها، وكل هذا نرى أنه لا يمسّ من مستخدميها لأن الشركة عرفت كيف تجذب المستخدم وتربطه بخدماتها بالرغم من الأخبار والفضائح التي قد تظهر للعلن.

أعتقد أن إرتفاع قيمة آبل السوقية يمكن أن يكون له تأثير إيجابي وسلبي على المستخدمين والمستثمرين، من الناحية الإيجابية، يمكن أن يعكس هذا الإنجاز قوة وثقة الشركة في سوق التكنولوجيا، ويشجعها على الاستمرار في تقديم منتجات وخدمات عالية الجودة ومبتكرة تلبي احتياجات وتوقعات العملاء، كما يمكن أن يزيد من قيمة أسهم الشركة ويجعلها استثمارا جذابا للمستثمرين الحاليين والمحتملين. من الناحية السلبية، يمكن أن يؤدي هذا الارتفاع إلى زيادة الضغط والمنافسة على الشركة من قبل الشركات الأخرى في القطاع، ويمكن أن يرفع من مستوى التوقعات والمطالبات من قبل المستهلكين والمنظمين والمجتمع، كما يمكن أن يؤثر على استراتيجية التسعير والتوزيع والتسويق للشركة، ويمكن أن يجعل منتجاتها أكثر تكلفة أو أقل توافرا أو أقل جاذبية.

حيث أنها تعتبر نفسها كشركة ناشئة وتعمل وفقا لذلك،

آبل شركة عرفت جيدا كيف تدرس الفئة المستهدفة لها وتسعى دائما لابهار هذه الفئة بالعمل على النقاط التي تريد ابرازها هذه الفئة، تقدم منتجات تلبي رغباتهم بشكل ممتاز.

مع كل التطور والأرباح والمنتجات التي حققتها الشركة تمكنت من فرض سيطرتها في السوق والحصول على ولائهم، لكن من جهة أخرى لابد أن نفهم أن الشركات الكبيرة تواجه تحديات مستمرة للحفاظ على نجاحها، والتحلي بروح الابتكار والاستمرار في تلبية احتياجات وتوقعات السوق يمكن أن يكون حاسمًا للحفاظ على موقعها.

أعتقد أن جزء كبير من القيمة السوقية لأبل بالتحديد والكثير من الشركات الأخرى يتعلق بفكرة buying back their own shares أو إعادة شراء الأسهم د، ولا يمثل قيمة حقيقية تقدم الجديد للإقتصاد ككل وهذه الممارسة تملك الكثير من المعارضين الذين يعتبرونها بداية ممارسة غير أخلاقية إضافة لكونها تؤثر على السوق بشكل عام بطريقة سلبية، حيث يرى المنتقدون لها أن عمليات إعادة شراء الأسهم المفرطة قد تؤدي إلى تحويل الأموال من الاستثمارات الإنتاجية، مثل البحث والتطوير، وهو ما قد يحفز النمو الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، يرى البعض أن عمليات إعادة شراء الأسهم يمكن أن تساهم في عدم المساواة في الدخل من خلال إفادة المساهمين والمديرين التنفيذيين في المقام الأول، وشركة أبل بالتحديد معروفة بأنها استثمرت ما يتجاوز ٦٠٠ بليون دولار أمريكي في هذه العملية على مدار العشر سنوات الماضية.